Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Feb-2017

عز الدين - عبدالهادي راجي المجالي
 
الراي - قبل ايام سربت الصحافة , كتاب الضمان المتعلق بتعين المدير العام للملكية لم ينتبه أحد لما كتبه الأمين العام لوزارة المالية , السيد عز الدين كناكريه على الكتاب ..وهو يمثل رأيه الشخصي كأمين عام لوزارة المالية ويمثل أيضا رأي الوزارة ذاتها ...
 
حسنا ..عز الدين برر الرفض وأنهى ما كتب بجملة لا أوافق , دون أن يرجع للوزير ودون أن يتصل بالرئيس , ودون أن يخاف من أحد أو يحسب حساب أحد ..دون أن ينتظر رنة الهاتف , أو (مسج) يخبره بأن يوقع ..دون أن يكترث لقرارات قد تستبدله من عضوية مجلس الإدارة , هو كتب لا أوافق فقط..
 
لو كنت في الكرك أول أمس ,لحملت عز الدين كناكريه على أكتافي ولطفت به أمام الناس , وأخبرتهم ..أن هنالك رجلا في بيروقراط الدولة الأردنية يستطيع أن يقول:- لا .. ويكتبها دون خجل أو خوف من أحد ..
 
لكن يا عز الدين لا عليك فمئات الألوف من الأردنيين شاهدوا خطك وبوحك وشاهدوا رفضك , كون الكتاب سرب للإعلام ...مئات الالاف من الأردنيين شاهدوا رجلا وحيدا , بين تواقيع القبول ..وتواقيع العطايا , وتواقيع شيكات كل جلسة تدفع ..يرفض أن يمرر أمرا صار في لحظة من حياتنا قدرا علينا تقبله وعلينا حمله ...
 
عز الدين , هو ابن أسرة متوسطة الحال , وهو الشقيق التوأم للقاضي وليد كناكريه , والأهم أنه عاش في جبل عمان ..حياة ملؤها البساطة والكفاف وقد وصل لموقع الأمين العام لوزارة المالية بقوى الدفع الذاتي , فلا علاقات نسب ساعدته , ولا الملايين التي يملكها الوالد مهدت له ...ولم ينخرط في مجموعة الليبراليين الجدد أو ما يسمى بالتكنوقراط , وكل ما يريده من الحياة ..هو أن يجد مكانا له في زحام المصلين يوم الجمعة حين يؤدي صلاة الظهر في مسجد الكالوتي .
 
مرت الظاهرة أمام الإعلام ولم ينتبه لها أحد , والبعض الاخر صار يدافع عن الشخص المعين ...وبعضهم بالغ في خصومة الحكومة الحالية , وحول الأمر لجهوية بغيضة وللأسف لم ينتبه أحد إلى أن ممثل الحكومة وبقرار ذاتي منه , رفض الأمر وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير ..
 
للأسف بعض القوى أنتجت ضغطا على وزير المالية , كانوا يعتقدون أن الوزير سيوبخ أمينه العام , وسيجعله يعيد النظر بتوقيعه , لكن رأي الوزير في النهاية ..كان مؤيدا لرأي أمينه العام ..الناس الذين يولدون في صباحات الرضى , مثل وليد كناكريه ..ويقيمون اسم الله في كل خطوة وكل إغفاءة لا أظنهم يخافون أو يرضخون لأحد ..
 
أكذب إذا قلت لكم أني لا أعرف الرجل , على العكس أنا أعرفه منذ (25) عاما ,وهو ما زال يخاف على المال العام , ويؤمن بالرفض ..حتى لو كان خلف القرار كل القوى الليبرالية , وتيارات التكنوقراط ...
 
لا أوافق ..هذا ما كتبه عز الدين كناكريه على كتاب التعيين , وأنا مثلك يا عز الدين (لا أوافق ) .
 
Hadi.ejjbed@hotmail.com