Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2017

نهاية العذر الأميركي - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- "دولتان، دولة واحدة، ما يريده الطرفان"، هكذا أفرح الرئيس دونالد ترامب ضيفه بنيامين نتنياهو، "المهم أن يكون اتفاق". ماذا يقصد ترامب بالضبط في هذا القول؟ إلى ماذا يلمح، حين يقول ان على إسرائيل "ان تكبح قليلا" البناء في المناطق؟ 
يمكن الغوص بفرح في غمرة التحليلات لأقوال ترامب. ثمة من يتمسك بالأمل في أن يكون تلميحه بالتنازلات التي يتعين على إسرائيل ان تقوم بها، معناها ممارسة الضغط، وثمة من سيرى في تلك الاقوال نفسها منح رخصة لإسرائيل لتعمل في المناطق كما تشاء. الانطباع هو أن ترامب دعا نتنياهو إلى لقاء حتى قبل أن يجمع من المعلومات، كي يبلور لنفسه سياسة تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. 
ولكن رئيس الولايات المتحدة لا يخضع لاختبار الاطلاع. فهو يمكنه أن يبدل مواقفه، يتلقى مشورات من كل شخص أو دولة ويغير قراراته كما يشاء. اما رئيس وزراء إسرائيل، بالمقابل، فملزم تجاه الجمهور الإسرائيلي وتجاه الدولة التي يقف  على رأسها. واذا كان من ناحية ترامب "دولتان أو دولة واحدة" لا يهم، فبالنسبة لإسرائيل هذه مسألة وجودية. ترامب، الذي خاف من "غزو" هسباني او اسلامي إلى بلاده ويحاول صده بسور منيع لا بد أنه ليس المنظر الذي يمكنه ان يعرض على إسرائيل حل الدولة الواحدة. 
حكومة إسرائيل، التي يسارع بعض من اعضائها للقفز على فكرة الضم، ليست مخولة لأن تتبنى فكرة الدولة الواحدة دون أن تأخذ بالحسبان أن هذه الفكرة تتضمن منح مساواة الحقوق للجميع، وبالتالي فان معناها هو التخلي عن الفكرة الصهيونية. رئيس الوزراء الذي يصر على ان يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كالدولة القومية اليهودية كشرط لمفاوضات سياسية ولاتفاق سلام، لا يمكنه في نفس الوقت أن يتبنى فكرة الدولة الواحدة، حتى لو كان مال ختم حلال أميركي مشكوك فيه.
لقد حصل نتنياهو من ترامب على كل الاسناد الذي طلبه، كي ينفذ كل سياسي يختار شريطة أن تولد "صفقة". ما عاد يمكن للرئيس الأميركي أن يشكل ذريعة. فالمسؤولية عن طابع السياسة وتحقيق الصفقة  ملقاة من الان فصاعدا على نتنياهو وعليه وحده. اذا ما خضع لمستوطني البيت اليهودي والليكود، فمن شأنه أن يخرب بشكل شديد بحل الدولتين ويقود إسرائيل إلى منزلق سلس لا تحمد عقباه.