Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Mar-2017

القمة العربية وأهمية المكان - د.سليمان ابوسويلم
 
الراي - ربما تكون القمة العربية المنوي عقدها في الأردن مع نهاية هذا الشهر ذو أهمية خاصة دون غيرها من القمم السابقة ، لا لطبيعة الملفات التي ستطرح أمام الزعماء العرب في قمتهم مع أنها هي مربط الفرس ، ابتداء من بناء المستوطنات اليهودية إلى تهديد الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، مرورا بالحرب الدائرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا والإرهاب الذي يضرب في كل مكان ، وانتهاء بضغط اللاجئين السوريين على الأردن والذي اثر بشكل كبير على الاقتصاد والأمن والغذاء والدواء والتعليم والمياه والوظائف والبني التحتية إلى غير ذلك الكثير الكثير ، ثم الأمر الذي لا يقل أهمية عن ذلك كله التهديد الإيراني لدول الخليج العربي.
 
كل هذا مهم اليوم ولكن الأكثر أهمية ربما هو المكان الذي سيلتقي به الزعماء العرب ويهيئ لهم المشاهدة الحقيقية والسماع لورش العمل التي تبني المستوطنات الإسرائيلية على الضفة الغربية لنهر الأردن ، وسيرون بأم أعينهم مآذن القدس المحتلة ومناراتها مع غروب الشمس من شرفات إقامتهم الذي يهدد ترامب بنقل سفارة بلاده إليها ليزيد الطين بله.
 
ثم إذا ما نظر الزعماء نحو الشمال والشرق من مكان إقامتهم سيسترقون السمع لأصوات المدافع والقذائف التي تتساقط على رؤوس السوريين في درعا وما حولها والتي لا تبعد عن مكان اجتماعهم عشرات الأميال ، ناهيك عن أزيز الطائرات التي تدك المناطق الغربية للعراق في محافظة الانبار المحاذية للحدود الاردنية والتي سيسمعون أصوات التفجيرات من الرطبة إذا ما هبت الرياح الشرقية على الأردن والمعهودة لنا في مثل هذه الاشهرمن السنة.
 
يعلم القادة العرب إن الأمة كلها دخلت سراديب الفرقة والبغضاء والكراهية وأضحت حياة شعوبهم كلها دم وخراب ودمار وفقر وبطالة وتهجير وتهديد واضح للوجود العربي برمته واستباقا للمقبل من الأيام ولغرض ترتيب النتائج لصالح بلدانهم وشعوبهم والخروج مما هم فيه ، فعليهم إيجاد حلول سريعة لازمات المنطقة وإحياء مفهوم الأمن الجماعي العربي وتفعيل دور الجامعة العربية وإصدار القرارات السياسية التي تكفل إنقاذ الدول التي أرهقتها ديون البنك الدولي وتئن تحت وطئأة ألاوضاع الاقتصادية الصعبة والمديونية الكبيره أوقعها اللاجئون عليها ليحمل منهم القوي الضعيف.
 
إن نفوس القادة العرب احسب أنها لا زالت تعمر بالإيمان وتعذر وتسامح وهم يقفون على خط النار ليحافظوا على ما تبقى من أوطانهم وشعوبهم وثرواتهم من الضياع كي لا يلحق بعضهم بمن ضاع ، عندها لن يجدوا بلدا أمنا يعقدون فيه مؤتمرهم في السنة المقبلة.
 
نأمل أن تكون هذه القمة مميزة فعلا بمكانها وبالمشاركين فيها وبقراراتها.
 
Seliman1@hotmail.com