Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

المطلوب الآن عربياًّ*صالح القلاب

 الراي-حتى وإن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن كل ما قاله وما فعله، إنْ بالنسبة للوضع الفلسطيني وإن بالنسبة لهضبة الجولان السورية وأيضاً وإن بالنسبة لـ «صفقة القرن» التي يتوقع معظم المعنيين وغيرهم أنها إن هي طبقت فإنها ستكون «صفعة» موجعة، فإنه على العرب، إنْ ليس كلهم فالمعنيين منهم، أن يغلبوا الأهم على المهم وأنْ يتخلوا عن خلافاتهم أو يؤجلوها على الأقل لأن هناك إستحقاقات صعبة لا بد من مواجهتها وبكل الإمكانيات المتوفرة.

 
إنه غير جائز وعلى الإطلاق ترك الفلسطينيين يقلِّعون شوكهم بأنفسهم ولوحدهم فالكل متفق أن القضية الفلسطينية قضية قومية وأن زرع هذا السرطان الصهيوني في فلسطين لا يستهدف الشعب الفلسطيني وحده وإنما الأمة العربية كلها والمفترض أن الجميع أدركوا أبعاد أن تفرد إسرائيل سيادتها على الهضبة السورية وأن تتطلع إلى ما هو أبعد من هذا.. ومن النيل إلى الفرات.
 
لقد أصبح واضحاً، إلا لمن لا يريد أن يرى حقائق الأمور، إن إسرائيل بعدما تخلصت من إسحق رابين وإتجاهه السياسي في عام 1995، قد عادت إلى تطلعاتها القديمة التي كانت أعلنتها الحركة الصهيونية مبكراً، أي في عام 1897، ويقيناً أن ما شجعها على هذا كله هو هذه «الشرذمة» العربية المرعبة وكل هذا التطاول من قبل بعض دول هذه المنطقة على العرب الذين من المفترض أنهم أمة واحدة.
 
ثم وإنه لا بد من الإدراك أن إسرائيل، تحت سيطرة اليمين المتطرف وحقيقة أن غالبية الأحزاب الإسرائيلية متطرفة، عازمة على «قلب الطاولة» على رؤوس العرب والفلسطينيين وأنها إن لم تكن هناك وحدة موقف عربي وفي الإتجاه الصحيح ستنفذ كل ما كان هدد به بنيامين نتنياهو وأنه لا دولة فلسطينية إلا في قطاع غزة وأنه لا أكثر من حكم ذاتي هزيل في الضفة الغربية وبما يعني أن الحدود الإسرائيلية الشرقية ستكون على مجرى نهر الأردن.. وهذا معلن وقيل ليس مرة واحدة وإنما ألف مرة.
 
إن المطلوب هو أن يكون هناك «تصاف» عربي حقيقي وعلى أساس أنه بالإمكان تأجيل «الثانوي» لمصلحة وحساب «الرئيسي» والرئيسي هو الضغط الجاد على الولايات المتحدة وعلى الدول صاحبة القرار في الغرب أن تلزم الإسرائيليين بكل القرارات الدولية المتعلقة بقضية فلسطين فهناك إعتراف دولي بدولة فلسطينية تحت الإحتلال وهناك قرارات بضرورة إنسحاب إسرائيل حتى حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 ومع الأخذ بعين الإعتبار هنا أن كل دول العالم الرئيسية روسيا والصين وأيضاً فرنسا وبريطانيا وغيرها مع الحق الفلسطيني وعلى أساس ما نص عليه القرار الدولي رقم 242 والعديد من القرارات الأخرى.