Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2019

الأُردن وأَذربيجان.. مُستقبل مُشرق*مروان سوداح

 الدستور-قريباً تحتفل جمهورية أذربيجان بالذكرى الـ28 لتأسيسها، بعدما استقلت عن إتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفييتية (آب/ أغسطس 1991م)، ومنذ ذلك التاريخ ترتبط هذه الدولة الصديقة، وذات الأغلبية السكّانية المُسلمة، بعلاقات طيّبة ومُثمرة مع المملكة الاردنية الهاشمية.

 تُعتبر أذربيجان بموقعها الإستراتيجي، مُلتقىً للثقافات الآسيوية والعالمية، وتتميز بالإنفتاح والتعدّدية القومية والدينية والمذهبية، وسبق لقيم الحرية والديمقراطية في أذربيجان أن رسخت وتجذّرت قبل ظهورها في دول صناعية متطوّرة، لذلك نرى ونلمس إزدهار علاقاتها الأممية، ودورها الحيوي كممرٍ  موثوق لأنانبيب الغاز والنقل البري والبحري، وجهودها في إطار «مبادرة الحزام والطريق» – (طريق الحرير الصينية – العالمية الجديدة)، وغدت الدولة أكثر أهمية في عصرنا كجسر لا غنىً عنه بين عالمي الشرق والغرب.
 ذات سنة، وصَفَ جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، خلال مقابلة له مع تلفزيون أذربيجان، العلاقات الاردنية الأذربيجانية بأنها «راسخة ووطيدة» وأكد في الوقت نفسه «الحرص على تطويرها في شتى المجالات»، ولفت جلالته كذلك إلى تطلعاته «لمستقبل مُشرق لهذه العلاقات»، لاسيّما أن وجهات النظر الاردنية والأذربيجانية من الناحية السياسية تجاه القضايا الإقليمية والدولية «متقاربة جداً»، وتربط بلدينا علاقات أخوية»، وبيّن جلالته أيضاً إلى أن «التحدّي المَاثل أمامنا يَكمن في كيفية تعزيز العلاقات في المجالات الأخرى، كالتعليم والطاقة والصّحة، وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على إقامة المشروعات المشتركة».
 العلاقات الاردنية والعربية الأذربيجانية مهمة ومتميزة للغاية في مختلف الفضاءات، لاسيّما لِمَا تتمتع به هذه الدولة من تاريخ عريق، وثروات طبيعية تؤهلها إلى مزيدٍ من التطور والازدهار، وماتلعبه من أدوار جيوسياسية لافتة في إقليمها، وفي غيره من مناطق العالم، وضرورة أن تلعب أدواراً أنشط في منطقتنا العربية، في عدة ملفات وقضايا تجد ترحيباً لدى شعبنا الاردني وأمتنا العربية.
 وتماماً كما نوّه جلالة الملك عبدالله الثاني الأنظار، إلى أن البلدين يتشابهان كثيراً في السّعي لتحقيق التنمية المُستدامة، والتقدّم والازدهار لشعبيهما، بمساهمة فاعلة ورئيسة للقيادات الشابة الأردنية والأذربيجانية. وبذلك، يمكن للجيل الشاب الاردني والأذري، التنسيق والتكامل في طرح العديد من القضايا المشتركة، ومن الضروري هنا، تعظيم العلاقات الإنسانية والثقافية والسياحية بين بلدينا، والتي من شأنها الارتقاء بعلاقات دولتينا ومجتمعينا، ومن خلال الدبلوماسية الشعبية النشطة فيهما، لشغلِ مكان أكثر إتّساعاً ووضوحاً تحت الشمس.  
 بديهي، أن تطوير العلاقات بين بلدينا الأُردن وأذربيجان، وبين شعبينا الأُردني والأَذري، يتطلّب توفير التسهيلات اللوجستية الإحترافية بينهما، لأجل أن يلتقي ناس الدولتين بسهولة متى أرادوا ذلك، للتـنسيق والتعاون وتعزيز دعائم الواقع المُعاش المُشترك لهما، والمهمة المَاثلة الآن، هي ضرورة إستحداث خط جوي مباشر بين الأُردن وأذربيجان، والذي من شأنه تعظيم علاقاتنا الثنائية والدفع بها إلى الأمام، وقد سبق لسفير جمهورية أذربيجان لدى الأُردن السيد راسم رضاييف، أن نوّه إلى ذلك مباشرةً في تصريحاته وأحاديثه.
  وهنا، من الضروري لي بمكان أن أستذكر أخي وصديقي العزيز، المرحوم «إلمان أراسلي»، السفير الأول لجمهورية أذربيجان لدى المملكة، والذي سبق وشَغل منصب مدير عام المركز الثقافي السوفييتي، ومنصب نائب السفير السوفييتي لدى الاردن، والذي ربطتني به علاقات وثيقة وتنسيقات عميقة في شتى المناحي، على مدار سنوات طويلة طويلة، والذي عَمل بجدٍ وبكثير من الإجتهادِ والإبداع لتطوير علاقات بلدينا وشعبينا.. «أراسلي» كان يُكرّر ويؤكد في علاقاته وتصريحاته، أن روابط بلدينا: تُعدُ في واقعها وطبيعتها أُنموذجاً في العلاقات الدولية الثنائية».. رحمك الله أخي وصديقي أراسلي وأسكنك فسيح جنانه.