Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Apr-2018

الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات: الخطر الحقيقي على إسرائيل تحول اليهود لأقلية

 

برهوم جرايسي
 
الناصرة -الغد-   قال الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلية  "الموساد"، في محاضرة له أمس الثلاثاء، إن الخطر الذي يحيق باسرائيل ليس المشروع النووي الإيراني، ولا أي جهة خارجية أخرى، وإنما ان يكون اليهود أقلية أمام الفلسطينيين في فلسطين التاريخية. ودعا إلى تسريع عمليات التهويد، خاصة لليهود غير المعترف بيهوديتهم ويقيمون في إسرائيل.
ويُعد هليفي من أبرز وأهم رؤساء جهاز الموساد، وما زال من الشخصيات البارزة التي يؤخذ برأيها في مؤسسات النظام، ومؤسسات التخطيط الاستراتيجي، وقد تولى الموساد من العام 1998 إلى العام 2002، ولكنه تولى لاحقا مهمات سياسية عديدة في دول العالم. وقد القى هليفي أمس محاضرة أمام حركة حاخامات من التيار الديني الصهيوني. 
وقال هليفي: إن الخطر القائم على وجود إسرائيل، ليس المشروع النووي الإيراني، وإنما أن يصبح اليهود أقلية أمام العرب، بين النهر والبحر (فلسطين التاريخية)". وأضاف، أنه حذر من هذا الوضع قبل سنوات قليلة، ويومها هوجم من الكثير من الأوساط الإسرائيلية، وبينهم مسؤولون كبار في مؤسسات الحكم.
واستذكر هليفي الاحصائيات الجديدة التي وردت في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست في الشهر الماضي، وقالت إن عدد الفلسطينيين واليهود متساو في فلسطين التاريخية. وقال إنها احصائيات دقيقة، لأنها تتطابق مع تقارير إسرائيلية وفلسطينية.
وحسب تلك الاحصائيات التي أوردها ضابط كبير في الحكم العسكري في الضفة، استنادا الى تقرير دائرة الإحصاء الفلسطينية، فإن في الضفة وقطاع غزة المحتلين، من دون القدس المحتلة، 5 ملايين فلسطيني، ويضاف اليهم 300 ألف فلسطيني في القدس و1,53 مليون في مناطق 48.
كما ساند هذه الاحصائيات الخبير الإسرائيلي البارز في الديمغرافية، البروفيسور سرجيو ديلا بيرغولا، وقال إن هذه قريبة للتوقعات والتقديرات التي لديه. في حين استمرت جهات اليمين الاستيطاني، بنفي الاحصائيات، واعتبارها كاذبة، بزعم أن عدد اليهود ما يزال أكبر.
وقال هليفي، إنه من المثير لديه أن نحو 400 ألف شخص في إسرائيل يسجلون في خانة "آخرين"، بمعنى لا يهود ولا عرب، وأن الغالبية الساحقة من هؤلاء، هم يهود مهاجرون من دول الاتحاد السوفييتي، إلا أن المؤسسة الدينية ترفض الاعتراف بيهوديتهم. وانتقد نهج المؤسسة الدينية، وطالب بتسريع إيجاد حل لهؤلاء، بزعم أنهم من شأنهم أن يعززوا الميزان الديمغرافي. ويذكر أن أولئك اليهود غير المعترف بيهوديتهم، يمارسون حياتهم كيهود.
وتابع هليفي قائلا، إنه صحيح أن معدل الولادات لدى الفلسطينيين في تراجع، إلا أن معدل الأعمار لدى الفلسطينيين بارتفاع، وأنه كلما تقدمت السنين، فإن الأمر لن يكون بصالح اليهود من الناحية الديمغرافية.
وقال هليفي، "إن هذا هو التهديد الوجودي لإسرائيل، لأننا لم ننه بعد حرب استقلالنا. والمسألة العددية الديمغرافية، هي قضية مصيرية من كل النواحي، في ما يتعلق بمستقبلنا. وهذا يقول أنه في نهاية الأمر، ستكون لدينا قوة عسكرية، ويدنا هي العليا، ودائما ستكون العليا، إلا أن عددنا سيقل، وحينها فإن القوة العسكرية وحدها، لن تكون كافية لضمان وجودنا على أرضنا، وهذه هي المأساة الكبرى".
وانتقد هليفي عدم وجود استراتيجيات لوقف حالة تراجع أعداد اليهود في العالم، والأهم ظاهرة ابتعاد اليهود عن الصهيونية وإسرائيل، وهو الحال الذي تؤكده سلسلة تقارير تصدر تباها عن المؤسسات والمعاهد الصهيونية.
وكانت لجنة إسرائيلية رسمية، قد أوصت حكومتها في الشهر الماضي، بالاهتمام بما لا يقل عن 60 مليون شخص في العالم، من ذوي العلاقة بهذا المستوى أو ذاك باليهودية وإسرائيل، وحتى التفكير بهجرة قسم منهم الى فلسطين وتهويدهم. وهذه احدى الطرق المصطنعة التي تريدها الصهيونية لرفع أعداد اليهود في العالم، الذين يتراجع عددهم باستمرار، إلا أن هذا يصطدم بمعارضة حازمة من المؤسسة الدينية المتشددة.