Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Nov-2018

لا للملل!! نحو بيئة عمل أمثل - محمد عبدالجبار الزبن

الراي - في خضمّ حياتنا الجميلة ينبغي علينا أن ننتبه إلى إيجابياتها وإلى الإيجابيين فيها، لنعزّز الجانب المشرق منها، ونكون ضدّ العيش في الأوهام التي تمنع تحقيق الأهداف، وتحرِمنا العيشَ بسلامٍ في الأسرة الواحدة والبيت الواحد، فمن الأوهام التي عشناها: ( أننا نحن العالم الثالث). فهذا التصنيف بدلا من أن يكون محفزا للّحاق بالأمم الراقية، يكون عند البعض مُثبطا، وقَيدًا مكبِّلا عن أداء الواجب. وبعيدًا عن العواقب من تكرار هذه الجملة على مسامع الأجيال، فإنّ الإيجابية تلزمنا التذكير: أنّ الأمم بأخلاقها ترتقي، وهذه إيجابية هامة ينبغي الاهتمام بها لنتمكن من أداء واجبنا تجاه أمتنا وديننا. وهذا الواجب يقف بنا أمام تطوير بيئة العمل، أيًّا كان تخصصها وميدانها، لنرتقي بوطننا بالعمل الذي تحتمه علينا أخلاقنا.

والسؤال هنا: كيف يمكننا أنْ نعيش جنة العمل؟. فبيئة العمل التي يعيشها المخلصون، هي جنة تزرع الابتسامة في حياة الآخرين، الذين همْ: (أنا وأنت). وأما كيف يمكن للموظف – أيًّا كان موقعه- أن يعيش جنة الدنيا في عمله: فحينما لا يتعامل مع العمل بالملل، ويرى الإنجاز ثمرةً يغرسُها اليوم ليقطفها أبناؤه من بعده. فكم.. وكم من موظف جاء ولدُه بعد سنوات وَمَرَّ من هنا، فقال الناس: هذا ابنُ فلان، كان موظفا رضي االلهُ عنه.. رحمه االله.. وفقه االله!!. فيا من تريد أن تتعطر بذِكرك المجالس، فكن مع الإخلاص زمانَك، ومع الهمة عنوانك، ولا تثقل على زميلك فإنك إذا أعنته أعانك، وتعامل مع رئيسك في العمل باحترام، ومع موظفيك بتواضع. وتعامل مع الزميل بمصداقية تعود على المراجعين أو الزبائن بالحُسن الحسن فذلك حَسنة ترتقي بنا جيلا إلى جيل.
والسؤال: كيف نطالب بحقنا الخاص وننسى أن المال العام أمانة.. وعلى قدر أهل الأمانة تؤَدَّى الأمانات. فلا تستخدم دقائق العمل لغير العمل ومجرياته، واجعل تعبك يعود على عملك بالفائدة. ولا تنسَ فالعمل لأجل البيت والبيت لأجل العمل، تلك جدلية ثنائية فلا تجعلها أحادية، وكن كالشجر يصمد صيفا وخريفًا ويروَى شتاء ليعطي أسبوعا في السنة ثمرا يانعا. واعلم أنّ لكل شجرة مثمرة تربة خاصة وتحتاج عناية فائقة فتتقوّى بالعلم والإبداع فالمجتمع بحاجة إليك، ولا تهدر الوقت فكلّ دقيقة من حياتك العملية فهي نقطة في نهرٍ جارٍ، فإما نتائج تسرّ الصديق وإما استهلاك يفقرنا ويورثنا الفقر والفاقة، ولا نَقُل، قال عمر: (لو أن دابة في العراق تدعثرت لسئل عنها عمر)، ونسى أننا كلُّنا عمر، وكلُّنا راع ومسؤول عن رعيته، وأحيانا كثيرة تكون المسؤولية الملقاة على عواتقنا لا تنفكّ أن تكون إما حسنة نجني فوائدها الجميلة وإما سلبية تكسر مجاديفًا نحتاجها في بحر لجج.
وأما كيف ننبذُ الملل عن حياتنا في العمل، حيث إنه أكبر المعيقات وأكدى العقبات، فيمكن أن يكون بأساليب متعددة، لعلي أتكلم عن بعضها من خلال هذه النصائح العامة، فأقول:
أولًا: يمكننا إقناع ذاتنا بأنّ الإنجاز هو مصدر السعادة، وليس عدّ الساعات والمواربة والتحايل على النفس وعلى الآخرين في كيفية انقضائها.
ثانيًا: لا ننقل مشكلاتنا وهمومنا إلى مكان وزمان العمل، فالذي يريد أن يقدم لوطنه شيئا فليقدمه من خلال إخلاصه ومثابرته.
ثالثًا: الاعتراف بالمستوى يرتقي بالمستوى، فكثيرون ينظرون إلى أنفسهم نظرة إعجاب، فيعيش ربع قرن في العمل أو المهنة أو الوظيفة وهو يظن نفسه رائد فضاء مجاله، ويعادي كلّ المبدعين، ويحطم المنافسين، وهو ما يزال على ناصية الطريق إلى الإبداع، ولم يستقلّ الحافلة بعد. وعلاج ذلك من خلال المشورة والقراءة والتعلم، والاستماع إلى الناس خصوصا ذوي الخبرات منهم، فتتحول بيئة العمل لحياة أمثل.
رابعًا: النظر إلى أجدادنا الأقربين، وكيف استطاعوا صناعة الأمجاد بأقل القليل، ونحن ليس عندنا القليل من إنجازاتهم، وأما النظر إلى الأمم الأخرى التي أصابها إدمان على العمل، فهو محفز رائع أيضًا.
خامسًا: الدورات التربوية والعملية والمهنية، مما يرفع محبة العمل وتدفع إلى روح الفريق ونبذ الخلاف.
وفي الختام: جنة العمل بيئة يمكن لها أن تسبب للمخلصين عشقًا للعمل، فلنعش حياتنا سعداء من غير ملل في جنة العمل!!.
agaweed2007@yahoo.com