Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2018

«قهوة وكتاب».. مبادرة شبابية مغربية لإثراء القراءة والنقاش
بترا - تبدو الفكرة للوهلة الأولى تجربة تعيد بريق المقاهي الثقافية للواجهة، وهي فريدة من نوعها، تتوجه نحو الهدف مباشرة، وتشترط قراءة الكتاب قبل موعد القهوة، وهذه فلسفة المبادرة الشبابية في المغرب «قهوة وكتاب».
وإذا كانت قهوة درويش «أخت الوقت لا تشرب على عجل» فالقهوة هنا أخت كتاب تحتسى على أمل.
وإذا كانت قهوة درويش «تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات» فمبادرة «قهوة وكتاب» تغلغل في الآراء والاقتباسات والروايات، وغوص في المعنى وبحث عن الجدوى، واقتسام للرؤى والتصورات.
في أحد مقاهي العاصمة الرباط، تجمع شباب اقتنصوا من الزمن لحظات للتفكر، والتأمل عبر الاستماع لبعضهم البعض، على خلفية فكرة «لنا حياة واحدة، فكيف نحياها بالشكل الأمثل؟ في إطار مبادرة لتشجيع القراءة، أطلقتها صفحة «انهض» على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
يغوص الشباب من مختلف المشارب والتخصصات في نقاش فلسفي عميق. ويعبّر كل واحد من المشاركين عن رأيه انطلاقا من قناعاته ومكوناته الثقافية والمعرفية، تارة باقتباسات من الكتب المقترحة قبلا، وأخرى من قناعات خاصة.
ونظمت أول نسخة من هذا النشاط في 27 تشرين الأول بالرباط، وتطرقت لموضوع حقيقة قيمة التفكير وشروطه وثماره.
ويقول صاحب المبادرة حمزة حسون (25سنة) إن «هدف المبادرة نشر الوعي، ودعم القراءة والكتاب». وعن مواصفات المقهى يقول «إن المبادرة تختار مقهى يوفر فضاء ملائما، ويقبل المبدأ».
ويضيف حمزة -المتخصص في الفلسفة ومؤسس مؤسسة «انهض» التي تقوم بتنظيم وتأطير مجموعة من الفعاليات الثقافية والأنشطة الشبابية - أنه وزملاءه من خلال المبادرة يوجهون رسالة لرواد المقاهي مفادها أن ارتياد المقهى يمكن أن يكون نافعا، إذا ما اقترن بهدف، مشيرا أن «آلاف الساعات تضيع في المقهى دون جدوى».
مريم والسات (26 سنة) أبدت اهتماما كبيرا بالمبادرة، وحضرت لقاءاتها، تقول «أثارت المبادرة انتباهي لاهتمامها بالكتب، والتعلم» وتوضح بحماسة «في محيطنا العادي، قلة من الناس يهتمون بالكتب، المبادرة تتيح اللقاء بأناس لهم نفس اهتماماتك».
كانت الفتاة تتابع آراء باقي المشاركين، تأخذ الكلمة بدورها وتدافع عن قناعاتها، تستعرض تجربتها، وتنصت باهتمام. مريم معتادة على حضور أنشطة من هذا النوع، ترى أن الفرق بين المقاهي الأدبية ومبادرة «قهوة وكتاب» «بسيط وعميق، إذ المقهى الأدبي يتمحور لقاؤه حول ضيف شرف، يستعرض فكرته أو شعره أو كتابه، في حين تتميز «قهوة وكتاب» بجعل المشارك جزءا فاعلا في تراكم المعلومات التي توضع فوق الطاولة.
وترى مريم أن التبادل والاقتسام ليس له علاقة فقط بالمعلومات لكن بالطاقة أيضا، موضحة أن المبادرة تتيح اللقاء بأناس لديهم قابلية للنقاش، ويعلم إدارة الاختلاف بين أنماط التفكير المختلفة.
يوضح حمزة حسون أن أساس الاختيار هو الموضوع، بعده يأخذ آراء مختصين في القراءة لاختيار مقترح الكتاب، ويعلن عنه في فيسبوك. ويضيف أن الكتب في الغالب تكون متاحة، وبلغات متعددة حتى يتمكن كل من يريد المشاركة من التعبير عن ذاته كما يريد.
يستقبل المشاركين في النشاط بحفاوة وابتسامة، يعرفون بأنفسهم وبتخصصاتهم واهتماماتهم، ويبسط بين أيديهم ملخصا للكتاب، وفكرة موجزة عن محاور النقاش. ينعقد اللقاء مرة كل ثلاثة أسابيع في المكان نفسه بالرباط، وبالدورية نفسها في مقهى بمدينتي سلا وتمارة.
وأخبرنا حمزة أن الشهر المقبل ستنطلق المبادرة أيضا في القنيطرة ومدينة تطوان، لتشمل كبريات المدن.
تنظم صفحة المبادرة مسابقة لها علاقة بأفضل تعليق على مضمون الكتاب -عبر فيسبوك- بعد اللقاء، هكذا يترك حمزة صفحة المبادرة متفاعلة، ويتم اختيار فائز يكون ضيف شرف اللقاء الموالي.
يقول طارق الفائز بمسابقة التعليقات إن المبادرة تشجع على القراءة، وتحفز على المشاركة وتتيح مكانا للتلاقي بأناس لم تكن تعرفهم، وتخرجك من محيط راحتك وفضائك المعتاد لتختبر مداركك ومعارفك.
من جهته يرى منعم، وهو مدرب تنمية ذاتية، أن فكرة «مقهى وكتاب» تعلم تبادل الأفكار واقتسام القناعات مع مختلفين، ومعرفة أنماط تفكيرهم.
إلى ذلك يوضح حسون أن المبادرة عرفت تفاعلا عبر المشاركة في الدورات. وأشار إلى أن تدبير اللقاء يتم عبر فيسبوك، حيث يقوم الراغبون في المشاركة بملء استمارة، وبدفع تذكرة المقهى عند الوصول (دولارين لكل مشارك).