Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Nov-2017

شبابنا واستقلال الفتوى - د. فايز الربيع

 الراي - عبر تاريخ دولة المسلمين كان القضاء ركنا أساسيا في بناء الدولة وحماية الأفراد، وتطور تنظيمه تبعا لضرورات الحياة، من منصب القاضي الى قاضي القضاة، الى الحسبة، الى ديوان المظالم الى جلوس الخليفة قاضيا في الامور التى لا يستطيع القاضي العادي البت بها.

عندما كان يشعر القاضي أنه لا يستطيع تنفيذ القضاء بشكل عادل كان يحجم عن تولى هذا المنصب، وكان الخليفة بنفسه يخشى هذا النوع من القضاة لأنهم الاقدر على قول كلمة الحق والفصل حسب ما تقتضيه الحال وليس حسب ما يريد الخليفة.
كان القضاء حماية للمجتمع، واطمئنان الناس على حقوقهم، وهكذا يمكننا القول أن القضاء سلطة مستقلة لا سلطان لأحد عليها، الا بما تمليه الشريعة أو الاجتهاد أو الفتوى
ان صح التعبير.
وعلى الواجهة الاخرى كان العلماء يقومون بدورهم كان منهم العالم الفقيه الذى يقول رأيه بعيدا عن السلطة وما تريد، وكان منهم من يدور رأيه حول ما تريده السلطة، فأصبح الفقه السياسي جزءا من إرادة الحاكم.
ولإن الناس عادة تستمع الى رأي العلماء وبخاصة اذا كان ذلك الرأي مقرونا بأدلة لها طابعها الديني فإنهم يقتنعون بهذا الرأي ويعملون بموجبه.
من هنا انطلق الناس وبخاصة الشباب الى ساحات المعارك مقتنعين أنهم يؤدون واجبا مقدسا فكانت الكارثة الاولى في أفغانستان والتى اكتشفنا ان شبابنا قد غرر بهم.
 
فتوى دينية في الجهاد ومال عربي وأسلحة أمريكية أخرجنا بها السوفيات تحت عنوان محاربة الشيوعية حرب اكلت خيرة من هم يتدفقون حماسا دفاعا عن عقيدة مقابل كفر وإلحاد.
بعدما انتهت الحرب، وأدينا الدور كما يريد صاحب المسرح ومخرج الفيلم. أصبحنا نواجه خطرا جديدا اسمه الاٍرهاب، وأصبح الذين كانوا ابطالا ارهابيين موقعهم في السجون والمعتقلات كانت فتاوى العلماء هي التى أوصلتهم الى ما وصلوا اليه.
 
ثم دخلنا في نفق العراق وما سمي تنظيم الدولة وكانت الفتاوى تصب لصالحهم ابتداء وامتدت النيران الى سوريا، وأصبح الجهاد في سوريا هو البديل عن تحرير فلسطين، قتل الآلاف من الشباب ، وشرد الملايين من الشعب السوري في الداخل والخارج، وأصبحت نصرة المجاهدين هي الهدف الأسمى، لنكتشف ان فتاوينا كانت تصب في صالح المخطط الامريكي في المنطقة، خرابا في الارض وتشريدا للعائلات، وقتلا للشباب والفتاوى الموجهة تلاحقهم، حتى تقضى على آخرهم هل كان علماؤنا يعلمون ذلك، أم انهم مغيبون عن الواقع.
Sent from my iPhone