Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Mar-2019

هل تُشدّ الرِّحال من المحافظات الى عمّان ؟!*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 جفرا نيوز - سينبري لنا من بين القوم شيخ يفتينا، بحرمة أن يقوم الشباب المتعطلون عن العمل بشدّ الرحال، رجالا وعلى كل ذات عَجَلٍ الى الساحة الهاشمية، يحضرون "حراماتهم" ويبيتون في محراب الوطن، سجدا لله، ويهتفون باسم الملك يسألونه التدخّل وحثّ "حكومة التشغيل" لإيجاد وظيفة!..وظيفة؛ تنهي رحلتهم في طلب فرصة للحياة، وسوف ينكر عليهم شيوخ الفزعات هذا المسعى رغم فزعتهم لغيرهم، وربما يقولون كان الحظ للسابقين الأوائل منكم، الذين سبقوكم من العقبة ومعان، فانبجست من الدولة عقول مستنيرة وتفتقت عن عبقريات إجتمعت على طاولة مستديرة، فمنحت هدايا للسابقين من المتعطلين، الذين اعتصموا فغنموا وظيفة أو وعدا محترمة وراتب مقداره 200 دينار حتى يظفرون بها..

 
فما هي آخر أخبار وتطورات المنخفض الجوي، الخبر (الخميسي) الذي اعتدنا عليه منذ شهور، وصدق مخبروه ومحرروه مرارا بدعم من السماء لتتحقق صعوبة الإبتلاء، فلم يخرج الى الدواوير معتصما أو ديّارا في البلاد بحثا عن وظيفة ضالة..
إسألوا عن آخر تطورات حراك المتعطلين عن العمل، الذي نفخ أحد المسؤولين جذوته، فشبت نار السؤال عن فرصة العمل، لتلجم الحكومة دهشة، بأنها وبقدرة قادر كانت للتو قد رفعت شعار "التشغيل" في محاور برنامجها النهضوي لبناء دولة الانتاج، فداهمتها رحلة الإسراء تسري لهم "هيّا على هيّا" انطلاقا من المحافظاتُ، ثم رحلة الإعتصام بالمعراج الى ديوان التاج..
 
آخر الأخبار عن حراك المتعطلين؛ بل أولها لو فقهنا من السياسة التي يحملها بعضهم على ظهورهم "سِفْراً"، تكلل بنجاح لافت ومشجع ملهم لسائر السراة والمتعطلين الشاكين بؤس الحال، فاليوم طالعتنا التطورات بأن "الشباب المعانية" نجحوا، فتلقوا وعودا "لا أعلم إن قبضوا شيكات"، إنما قال الخبر بأنهم تلقوا وعدا بتشغيل 750 منهم بوظائف في القطاعين، وصرف 200 دينار لكل واحد منهم حتى تتوفر تلك الوظيفة، وقيل إن مجموع ما سينفق من "الميتينات" يصل 150 الف دينار، يعني (150.000 تقسيم 200 يساوي 750) ستدفعها الحكومة ربما "ما بعرف مين ناوي يدفع الهم "، لأنني قرأت خبر آخر التطورات كأنني أقرأ عن إحتمال سقوط زخات ثلج على الصحراء والأغوار، في معرض نشرة سرد آخر أخبار تطورات منخفض جوي خميسي، جاءت به الحكمة السياسية العبقرية انتصارا للحكومة من شر اعتصامات الرابع.. فادفعوا يا سيدي للناس..ادفعوا.
 
لم يرد ذكر لتطورات وقع خبر حل اعتصام متعطلي معان، وتأثيرها على النصف مليون مواطن متعطل عن العمل الذين تتواجد أسماؤهم وأعمارهم وأحلامهم وأوهامهم في كشوف ديوان الخدمة المدنية، فلا مجال لذكرهم في أخبار وسياسات الفزعة وحلوله متوقدة الذكاء! فهم يبلغون مئات من الآلاف المؤلفة..ينتشرون في معان نفسها وفي العقبة والطفيلة والكرك والأغوار ومأدبا حتى تبلغ الرمثا، كلهم شباب أردني له الحق بالحلول من قبل حكومة التشغيل، ولهم الحق بال (200 دينار أيضا)، يعني (200 ضرب 388.000 يساوي 77.600.000 دينار شهريا، وحتى تتوفر لهم وظائف من وعدتم بها أقرانهم الذين سبقوهم) ولا إشي 77 مليون في الشهر..إدفعوا لهالناس..ادفعوا.(إخسن يا 77 ولا حتى 80 مليون في الشهر، أصلا المصاري وسخ إدين، واللي ديته مصاري إذبحه، حتى لو كان مستقبل وطن).
 
وآخر أخبار التطورات تصلكم تباعا، حتى وإن كنتم وكان المسؤولون يتكئون على الأرائك في عمان وغيرها، ولن أستغرب أن يدب الحماس والأمل لدى غالبية الشباب ليعلنوا رحلة الى الساحة الهاشمية، لا يعودون منها إلا أن يبوءوا بإحدى الحسنيين (وظيفة أو راتب 200 شهري)، وهذا أصبح حقهم المشروع إن لم يكن ثمة تمييز بين الناس، والحقوق المكتسبة لها قوانين تحميها في دولة المؤسسات والقوانين والكوتات والشطحات والبطحات والسحلات والدحلات ..والتهوير الى الهاوية بلا "قير" ولا تدبير، ثم يطلبوا من الأجهزة الأمنية ضبط النظام وتجنيب المجتمع شر الفوضى !.. بينما هم (يلغوصون) في الأفكار والحلول والمبادرات والخطابات والقرارات.. ويتكئون في بيوتهم ينعمون بالدفء والدهشة من حراك الشباب، وينتفضون وثوبا الى الهواتف تغريدا أو فسبكة أو اتصالا بمصنع إشاعة "حقك تقرف"، يتلون علينا آيات الفتح الوطني ويحاربون التخلف الوثني الذي يسرى من الأطراف الى عمان المدنيّة ..
 
غدا تشرق الشمس وينتهي السبات الشتوي، وتسري على "السّواري" الشعارات والأعلام وتسيل العبارات والأقلام، أبعدوا من "يلغوص" في بلدنا ومستقبلنا ويحرق مراحل من الغضب ليوصلنا الى آخر حلقة.
بعدين معكو؟!.. شو آخر هالسهرة؟ ..