Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2017

بين «نكسة» حزيران ..وجحيم الواقع ! - احمد ذيبان
 
الراي - من سخريات القدر، أن الواقع العربي الراهن بعد مرور خمسين عاما على هزيمة 5 حزيران 1967، يدعونا ل»الاحتفال» باليوبيل الذهبي لتلك الهزيمة، التي كانت صادمة في وقتها وغير متوقعة في ظل ما كان يطرح من شعارات وصخب اعلامي ديماغاوجي عن ازالة اسرائيل ورمي الصهاينة في البحر على وقع صوت احمد سعيد «تجوع يا سمك!
 
انتهت تلك «النكسة» حسب التوصيف الرسمي العربي ! و» حرب الايام الستة « وفق التسمية الاسرائيلية، بخسارة الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية وصحراء سيناء المصرية، ونزوح مليون فلسطيني، لكن رغم مرارة «النكسة» في الوجدان الشعبي العربي، فان التداعيات المباشرة لها انتجت حالة ،ولو شكلية من التضامن العربي الرسمي، عبرت عنها قمة الخرطوم التي عقدت بتارخ 29 أغسطس 1967، وخرجت باللاءات الثلاث» لا صلح.. لا اعتراف..ولا تفاوض «مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه، وطرح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شعار « إزالة آثار العدوان».
 
وبعد مرور نحو عشرة أشهر على الهزيمة، وقعت معركة الكرامة في غور الاردن، التي رفعت المعنويات العربية وكسرت عنجهية العسكرية الاسرائيلية، وبعد سنوات وقعت حرب تشرين – اكتوبر عام 1973، التي شكلت نقلة جوهرية في إعادة التوازن العسكري مع العدو، وأكدت إمكانية الانتصار اذا تم الاعداد الجدي وفق استراتيجية عربية موحدة، لكن النتائج السياسية كانت محبطة!
 
يا ليت استمر الوضع العربي في نفس الوتيرة، لكننا اليوم نواجه «أم الكوارث».. أمة ممزقة يبدو» سايكس بيكو» في نسخته الاصلية نعمة، بالنسبة لما يجري اليوم وما هو قادم، فالعديد من الدول العربية تشهد حروبا أهلية مدمرة، يختلط فيها السياسي بالديني بالطائفي بالمناطقي والقبلي والعرقي، ميليشيات مسلحة تعبث بمصير البلاد والعباد، وتدخلات خارجية عسكرية وسياسية، تعيد الى الاذهان أيام الوصاية والانتداب والاستعمارالمباشر!
 
الكيانات السياسية في سوريا والعراق واليمن وليبيا مهددة بالانهيار والتقسيم، وأصبح الحفاظ على الحد الادنى من «الوحدة الوطنية» مطلبا أساسيا في كل البلدان العربية، والدول التي ما زالت تحافظ على حالة من الاستقرار النسبي، تواجه تهديدات خارجية أو أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة، يصعب التكهن الى أين ستقود؟
 
ما يجري، لم يكن يخطر حتى في خيال أي كاتب سيناريو فيلم سينمائي! من يصدق أن تنظيم «داعش»، يسيطر على مناطق واسعة من دولتين عربيتين أساسيتن، هما «العراق وسوريا» منذ نحو ثلاث سنوات، ويضرب في دول الشرق والغرب، وأن تحالفات تضم عشرات الدول، بضمنها أقوى دولتين عسكريا في العالم «أميركا وروسيا « تحارب هذا التنظيم، دون أن تتمكن حتى اليوم من هزيمته؟ أي نكتة ساذجة هذه!
 
لقد تحولت البلدان العربية الى مسرح عبثي، للاستثمار الدولي في ما يعرف ب «الحرب على الارهاب»! وبالاضافة الى الدماء التي سالت والعذابات الانسانية، فإن ما تم تدميره على صعيد تمزيق النسيج الاجتماعي والبنية التحتية، يحتاج الى عشرات السنين لإعادة بنائه وبكلفة هائلة!
 
حروب «الاخوة الأعداء» يختلط فيها الحابل بالنابل.. أنظمة تحارب مواطنيها وتفتك بمعارضيها، تحت شعار «محاربة الارهاب»، وجماعات مسلحة تقاتل السلطات وتتحارب فيما بينها! وثمة حروب سياسية وإعلامية كيدية عربية بينية، وحزبية وفئوية وشخصية داخل كل قطر، لتصفية حسابات سياسية وخدمة مصالح شخصية!
 
كانت القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب، وأكبر تداعياتها مأساة اللاجئين، ويقدر عددهم بنحو ستة ملايين شخص، أما اليوم فلدينا العديد من كوارث اللجوء التراجيدية، فعدد اللاجئين السوريين في الداخل والخارج يناهز11 مليون شخص!
 
وهناك مئات آلاف العراقيين غادروا البلاد هروبا من جحيم الصراع الداخلي، وسياسة الاقصاء والتهميش وسلطة المليشيات، وخلال معركة الموصل نزح من المدينة، نحو نصف مليون مدني يعيشون في مخيمات بائسة! وثمة نماذج مشابهة في اليمن وليبيا!
 
الواقع الراهن يشكل أكبر خدمة لاسرائيل! ويذكرنا بوثيقة نشرتها مجلة
 
« كيفونيم « التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982، تستهدف جعل العالم العربي ينهار ويتفكك إلى “موزايكو” من كيانات عرقية ودينية صغيرة..!
 
Theban100@gmail.com