Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2018

ثقافات مسرحية عالمية تثري عقول الأطفال بمهرجان ‘‘هيا‘‘

 

تغريد السعايدة
 
عمان-الغد-  وسط أجواء تفاعلية تأخذ الطفل إلى عالم من الخيال والإبداع، انطلق مهرجان مسرح الطفل الذي ينظمه "مركز هيا الثقافي"، مستهدفا الصغار واليافعين، والجمهور من هواة مشاهدة المسرح وفنونه.
 
بدأت فعاليات المهرجان في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بتقديم عروض مختلفة ومن دول عدة، ليكون مسرحاً عالمياً متعدد أساليب العرض، التي تأتي للعام الثالث على التوالي.
 
المديرة التنفيذية للمركز، ديالا الخمرة، تقول "إن العرض لهذا العام يشمل مجموعة من المسرحيات، تختلف بطرق عرضها، فهناك العروض المباشرة من ممثلين محترفين في مجال مسرح الطفل، ومن دول مختلفة، فيما عروض أخرى خصصت لمسرح الدمى وعروض الظل، أما العروض التفاعلية، فتقدم في تفاعل الرسوم المتحركة للمكعبات بطريقة مرحة لخلق أشكال قصيرة، مثل: عرض كيوبكس من فرنسا، التي تسهم في القدرة على الاكتشاف".
 
ويتضمن برنامج المهرجان لهذا العام عروضاً مسرحية من دول "إيطاليا وفرنسا والدنمارك، بالإضافة إلى إنتاجين مسرحيين مشتركين بين مركز هيا الثقافي ومسارح عالمية في أستراليا والمملكة المتحدة"، كما تتضمن الفعاليات مسرحية مختلفة كل أسبوع، بحيث تنفرد كل منها بأسلوب مسرحي فني مميز، وتنقل رسالة ملهمة إلى الجمهور من خلال الفنون الأدائية والمسرحية المتنوعة.
 
"هيا" بعد إعادة افتتاحه، قام بتأسيس مسرح مختص بالطفل، وبتقديم العروض المسرحية على مدار العام، فاشتملت روزنامته السنوية على أربعة مواسم مسرحية؛ حيث عمل على تقديم مسرحية مختلفة كل ثلاثة أشهر، وكان افتتاح موسم المسرح لهذا العام بمسرحية الدمى "رحلة طرطوش"، لتكون بداية رحلته في إنتاج وإخراج مسرحيات الأطفال، بالتعاون مع مختلف الفنانين الأردنيين والعالميين ومسارح الطفل العالمية.
 
أنتج المركز حتى الآن خمسة أعمال مسرحية عالمية المستوى، ليقدمها لأطفال الأردن وجمهوره، وهي "رحلة طرطوش، سيسو، البوم الذي كان يخاف الظلام، ضوء صغير، اليوم وبكرة". وأوضحت الخمرة، أن ما يميز المهرجان، والإنتاجات المسرحية الخاصة كافة به، هو "التنوع في الأساليب والتقنيات المسرحية والفنية"؛ حيث جمع مسرح المركز على مدار الأعوام القليلة الماضية مختلف أنواع فنون الدمى من خيال الظل إلى الدمى المتحركة إلى دمى اليد وغيرها.
 
واشتملت العروض على المسرحيات الموسيقية والكوميديا والمسرحيات الصامتة، أو التي تعتمد على الإيماءات والتقنيات، مثل: الصوت والإضاءة عوضاً عن اعتمادها على الحوار بين شخصيات القصة.
 
وضمن تنسيق وترتيب خاص من مركز هيا للعروض المسرحية، فقد تم الاعتماد على التنويع، ومن ضمن العروض من الأردن وأستراليا في عرض "اليوم وبكرا" الذي يتحدث عن عالم مذهل من الأشياء والمواد، من خلال قصة شخصين يعيشان مختلفين بجوار بعضهما بعضا، بإمكانهما أن يكونا صديقين، وهما يقولان "كل ما في الأمر أننا مختلفان تماما"، لكن في يوم ما يحدث شيء في عالمهما المشرك يتطلب بمهمة استثنائية وجميلة من الضوء والخيال منهما القيام معا والظلام.
 
"سماء للدببة" هو أيضاً عرض مرئي "استثنائياً"، يمكن أن يشاهده مختلف أفراد العائلة، يتضمن محاكاة لمجموعة من المواضيع العميقة باستخدام الإضاءة والدفء والبساطة، وهو عن "دب كبير" يستمتع بأول وجبة له بعد السبات، ويفكر في مستقبله، فيما الدب الصغير في مكان آخر يواجه فقدان جده، وخلال مناظرتهم للسماء يعيشان قصصهما الخيالية التي تتمثل في تحقيق أمانيهم.
 
أما عرض "ضوء صغير" من مسرح بريطانيا والأردن، ففيه تشويق وإثارة وجمال من خلال الخيمة السحرية التي تمتلئ بالنجوم؛ إذ تبدأ القصة بليلة هادئة، وبضوء صغير ساطع يأتي من السماء، "نجم فضولي" يسافر إلى الأرض لقرية صغيرة يغير حياة طفل وحيد، وتدور أحداث القصة ما بين جدران الخيمة السحرية مع الدمى المتحركة.
 
"استمع" من الدنمارك، هو عرض مسرحي من ضمن عروض المهرجان كذلك، يحكي قصة المتشرد "سبونيا" على الكوكب "إي"؛ حيث لم يعد هناك أي أشجار أو أزهار، ولم يبق سوى القليل من البذور الطبيعية، وجميع الأطعمة الموجودة هي الأطعمة المعلبة الي تنتجها شركات سانتومو، فيما ينطلق سبونيا، جنبا الى جنب مع صديقه الروبوت (أو إم جي)، في مهمة لإنقاذ الطبيعة، وهو عرض "هادف وكوميدي" في الوقت ذاته.
 
وتشير المديرة الخمرة، إلى أن المهرجان يمثل الجسر الواصل بين الثقافات المسرحية العالمية وبين الأطفال في الأردن، وقد تم اختيار العروض الفنية لتكون في متناول أكبر عدد ممكن من الأطفال، ومنها تخصيص جزء منها لأطفال الجمعيات الخيرية والمدارس الحكومية.
 
وفي الوقت ذاته إتاحة الفرصة لدعم المواهب الأردنية والمحلية وبناء قدرات الفنانين الأردنيين، وفتح الطريق أمامهم لتبادل الخبرات مع مختصين ومحترفين عالميين من خلال ورشات العمل التي ستعقد على هامش المهرجان.
 
ويعد المركز من أهم المؤسسات التي تولي اهتماماً كبيراً بمسرح الطفل والفنون المسرحية، منذ تأسيسه قبل ما يزيد على ثلاثين عاماً، ويؤمن بدوره الفاعل في تنمية الأطفال تنمية ثقافية وفكرية مميزة، وقدرته على توسعة وتغذية مخيلاتهم اليافعة.
 
وعندما فتح المركز أبوابه ثانية في العام 2014، حرص على تعزيز ثقافة الذهاب إلى المسرح ونشر محبة المسرح وتقديره بين الآلاف من أطفال الأردن، من خلال ما قدمه لهم، وما يزال يقدمه من فنون مسرحية متنوعة، مع التأكيد أن تكون أعماله المسرحية نتاجاً مشتركاً مع أبرز مسارح الطفل في العالم، لينقل إلى جمهوره اليافع رسائل هادفة وجميلة ويعرفهم بالأشكال المسرحية المختلفة والمتنوعة؛ إذ وصل عدد الزوار في العام الماضي إلى ما يقارب 5000 زائر من الأطفال والعائلات واليافعين.
 
ويشار إلى أن مسرح مركز هيا من المنصات الفنية الإبداعية للأطفال واليافعين والفنانين والموهوبين، وقد نجح بشق طريقه بين مسارح الطفل العديدة، ليصبح أحد أبرز وأهم المسارح المعنية بالطفل في الأردن والمنطقة ككل.