Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2018

حقائق حول تهويد القدس المحتلة - محمد سلامة

الراي - ترى حكومات اليمين الإسرائيلي أن الفرصة مواتية لتهويد مدينة القدس بكاملها وفق مراحل جرى تثبيتها بالوقائع ومن خلال مصادرة الأراضي والهدم والشراء عبر الوسطاء والتلاعب باملاك الغائبين، وواضح أن مجيء إدارة أمريكية داعمة لليمين المتطرف في دولة الاحتلال والهرولة العربية من خلال التطبيع بكافة أشكاله سرا ومن ثم علانية دفع بالغول السرطاني لتطويق القدس من كل جهاتها وأدى إلى نقل المعركة بداخلها بعد قرار نقل السفارة الأميركية وما تلاه من خطوات أخرى مماثلة، وهنا نؤشر على الاتي: خطط اليمين الإسرائيلي أن يصار إلى توطين مليون يهودي في الضفة الغربية والقدس بحلول 2022 م وواضح أن بلوغ العدد الحالي للمستوطنين (834(الف مستوطن أكثر من نصفهم في القدس مؤشر خطير، ففي السنوات القليلة الماضية ارتفعت عطاءات البناء في القدس وحدها إلى (2422(عطاءات ببؤر استيطانية وبما يعني أننا أمام أخطر هجمة استيطانية صامتة إقليميا ودوليا لأسباب يعرفها الجميع. _الأرقام الصادمة عما تبقى من مساحة الضفة الغربية هو 15%من أصل 22 %من مساحتها وفق قرار مجلس الامن الدولي (242 (والصادر عام 1967 م، واللافت أن 7 %من أراضي الضفة الغربية تحت الوصاية الإسرائيلية من خلال التاشير على أنها مناطق مغلقة ولا يحق للفلسطينيين الوصول إليها وهذا يعني ان ثلثي مساحتها مرشح للمصادرة، اما القدس فالحال أكثر سوءا خاصة أنها مطوقة بالمستوطنات وجميع المظاهر بها باتت يهودية الطابع، ولم يبق سوى بعض الشواهد العربية والتي تتلاشى تدريجيا، فهناك أكثر من (400(الف مستوطن يعيثون فسادا بها، كما أن قدرة المقدسيين على الصمود في ظل الواقع العربي بات صعبا، ولا يوجد أي مساحة للسلطة الفلسطينية للقيام بما يمكنها وقف التهويد أو وقف أشكال القضم التدريجي، وهذا يقودنا إلى القول إن مصير القدس المحتلة بكاملها في خطر حقيقي، وما بعد لا يمكن للسلطة والعرب الحديث عنها في أي مفاوضات قادمة. _يوجد اليوم (462 (مستوطنة في الضفة الغربية والقدس وهناك(381 (بؤرة استيطانية يجري العمل على تطويرها وشرعنتها ضمن خطط تم التوافق عليها، وواضح أن لغة الأرقام على الأرض تتغير بسرعة لصالح إسرائيل، مقابل حراك فلسطيني رسمي ضعيف وغياب عربي كامل لظروف سياسية قاسية تمر بها المنطقة العربية باستثناء بعض الدول العربية وخاصة الأردن الذي يتحرك بكل الاتجاهات للمحافظة على المقدسات الإسلامية ودعم المقدسيين، وما يمكن قوله إن اليمين الإسرائيلي قرر ضم الضفة الغربية ضمن توافقات حزبية داخلية جرى تداولها دون تمرير على الكنيست الإسرائيلي، وهذا لا يعني أن قادة اليمين ربما يستثمرون مراحل معينة من النزاع لفعل حراك دولي مماثل لما حدث للقدس الشرقية، وبعبارة أخرى إسقاط السلطة الفلسطينية وتصفيتها أمنيا وسياسيا إذا تبين لهم قدرتهم على القيام بما تقوم به في الضفة الغربية المحتلة. _اسرائيل اليوم تتطلع ليس ضم الضفة بل إلى الدخول في قلب العواصم العربية لتحيدها واجبارها على التخلي عن السلطة الفلسطينية، وهي الآن تزهو بما حققته بمختلف الصعد، وتقول علنا انها راغبة بالحل السياسي دون الانسحاب لمتر واحد من الأرض، فالقدس تتهاوى تحت قراراتها شبرا شبرا وبيتا بيتا وحارة حارة والضفة هي الأخرى تكاد لا تصحو يوما دون الإعلان عن ضم منطقة أو مصادرة أرض أو شراء لسماسرة، وهذا كله لا يصل إلى الإعلام فالمشكلة أن القضايا الإقليمية انهكت الدول العربية والمصالح الدولية لا يعنيها شيء طالما أن اصحابه نائمون، وهكذا نخسر كل شيء بمرور الوقت.