Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2017

المجتمع يتغير.. - طايل الضامن

الراي -  يشهد المجتمع الأردني تحولاً اجتماعياً واقتصادياً سلبياً كبيراً خلال السنوات الماضية في

المجالات كافة، نتيجة عوامل عدة انعكست على حياته المعيشية، وغيرت مفاهيم نتمنى أن تتوقف فوراً. وبدأ المجتمع يشهد جرائم قتل وسلب ونهب لم يعتد عليها سابقاً، بل تطورت الجرائم الى الكترونية واصبحت المحاكم تعج بهذا النوع من القضايا التي وصلت الى اكثر من 4 الاف قضية.
 
اصبح المواطن الذي يتمسك ببلاده وتراب وطنه، يعيش بحالة قلق نتيجة المتغيرات السياسية والحروب في المنطقة، وبسبب غياب الامل في تحسين وضعه المعيشي، في ظل تصاعد الاسعار وتجميد الدخول الى حد معين دون زيادة او تحسين في الدخول منذ سنوات.
 
بالامس استوقفني مواطن في العقد الخامس من عمره يطلب مساعدة، قائلا انه من احدى المحافظات وابن العشيرة الفلانية وابرز هويته، واثبت صحة ما قال، وكشف عن ظهره المصاب، قائلا انه بحاجة الى جراحة ولا يملك تكاليف العملية.. !.
 
هذا المواطن لم يكن الوحيد الذي يطلب مساعدة، فقد شاهدنا وشاهدتم غيره الكثير من ابناء الوطن، فمن كان مستورا وخجولاً بالامس، اصبح متسولاً جريئاً اليوم، فقد اتسع الفقر وانتشر العوز، ولا نريد ان نتحدث عن ماذا يمكن ان يحدثه العوز من تغيرات في القيم الاخلاقية.. ندعو االله ان يحفظ بلدنا من كل سوء.
 
الخدمات العامة التي كانت تقدم للمواطن، بدأت تتآكل وتضعف نتيجة التزايد السكاني واتساع المديوينة وعجز الحكومات مالياً عن مجاراة ذلك، واصبحت معيشة المواطن الاردني في بلده مكلفة مالياً والكثير من الاردنيين أصبحوا غير قادرين على تغطية التزمات الحياة اليومية من تعليم وتأمين صحي واسكان.. الخ ، نتيجة تدني الدخول والوضع الاقتصادي.
 
وفي ظل هذه الاجواء التي انعكست سلباً على نفسية المواطن ومعيشته، تتجه الحكومة الى فرض ضرائب جديدة وستلجأ مجدداً الى مسلسل رفع الاسعار الذي لم يتوقف منذ سنوات مما سيزيد الأمر تعقيداً وسوءا على الجانب الاجتماعي.
 
المطلوب وقفة تأمل كبيرة، والاعتماد على الذات ليس من خلال جيب المواطن، بل لا بد أن يكون المواطن هو هدف للتنمية وهدف للاستثمار فيه، لا ان يكون مصدرا لخزينة الدولة، ولا بد من اعادة الثقة بين المواطن والحكومة، التي فقدت منذ ما يقارب العقدين.
 
المرحلة سياسياً واقتصادياً صعبة جداً، فلا بد من اللجوء للعقول الاردنية الحكيمة–سواء كانت تعمل في الدولة او خارج الخدمة العامة– للحفاظ على الامن الاجتماعي والسياسي والامني للبلد في ظل الحديث عن صفقات عربية قد تبرم مع اسرائيل، وتلحق بوطننا ضرراً فادحاً، فلدينا أوراق كثيرة لا بد من اعادة تفعيلها بالوقت المناسب، وعلينا أن نبدأ بتمتين البيت الداخلي أولاً.. وحمى االله الأردن.