Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Oct-2020

مباحثات لتثبيت التهدئة الهشة في قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي

 الغد-نادية سعد الدين

 تجري حاليا مباحثات لتثبيت التهدئة في قطاع غزة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس”، عبر الوسيط المصري، بعدما قاد القصف الإسرائيلي المتواتر ضد القطاع، على غرار ما حدث أمس، إلى ايجاد تهدئة هشّة قابلة للانهيار في أي لحظة.
ولم تهدأ وتيرة عدوان الاحتلال ضد قطاع غزة، والذي ترجمه أمس بشن غارة جوية على أرض زراعية، مما يؤدي دوما إلى انهيار التهدئة وغلبة أجواء التوتر والاحتقان في القطاع، وسط تهديد مسؤولين إسرائيليين بالتصعيد، لاسيما بعد اكتشاف النفق الأخير على حدود قطاع غزة.
وفي إطار استمرار مباحثات التوصل إلى تهدئة طويلة المدى بين سلطات الاحتلال وحركة “حماس”، بوساطة طرف ثالث، من المرتقب أن يتوجه وفد خاص من حركة “حماس”، إلى القاهرة للقاء مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، للبحث في ملفيّ التهدئة مع الاحتلال والمصالحة الفلسطينية.
وتأتي زيارة وفد حماس في أعقاب زيارة قام بها وفد مصري أمني إلى غزة نهاية الشهر الماضي لتسهيل المفاوضات بين “حماس” والاحتلال حول التهدئة وصفقة تبادل الأسرى، بدون التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأنها.
وطبقا لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية؛ فإن “المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تعتقد أن جهود التوصل إلى تهدئة مع “حماس” سوف تنجح، لكنها تأخذ بالحسبان محاولات حركة “الجهاد الإسلامي” لتسخين الجبهة الجنوبية”.
وأشارت الصحيفة، عبر موقعها الالكتروني، إلى أنه “رغم وجود مباحثات للتوصل الى تهدئة، غير أن قيادة الجبهة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي تستعد لاحتمالات اندلاع تصعيد مع قطاع غزة”.
وأضافت أن “مواصلة مباحثات التهدئة مع “حماس”، ليست مشروطة بالتقدم في مباحثات صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين”.
يأتي ذلك بعدما أعلنت حركة “حماس”، مؤخرا، عن “اتفاق” جديد مع سلطات الاحتلال يضع نهاية لتصعيد التوتر في قطاع غزة، والذي أخذ منحاه القاتم نظير الضربات الجوية التي تشنّها قوات الاحتلال ضدّ مواقع المقاومة الفلسطينية.
بينما تردّ المقاومة على ذلك بالبالونات الحارقة، التي أعادت “حماس” إطلاقها منذ بداية أيلول (سبتمبر) الماضي، إلى جانب الطلقات الصاروخية، فوق الأسلاك الشائكة المتاخمة لقطاع غزة، ما أدى إلى اندلاع حرائق في أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية المحيطة بالمستوطنات الإسرائيلية.
ويبدو أن الطرفين يدوران في حلقة مفرغة، إزاء المشهد الإسرائيلي الداخلي الصعب وسط تفشي وباء فيروس “كورونا”، والذي يطول أيضا قطاع غزة، ليضيف أعباء حادة على “حماس” في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة غير المحمودة.
ويزيد من ذلك حالة التجاذب المتبادل بين حركتيّ “فتح” و”حماس” التي تغلب على المشهد الفلسطيني الداخلي بالرغم من المباحثات التي تتم بين الطرفين حول تحقيق المصالحة وإجراء الانتخابات العامة، وسط خلافات ثنائية تدور حول دفع “فتح” نحو الانشغال بالانتخابات التشريعية، مقابل تأكيد “حماس” ضرورة إجراء انتخابات عامة، تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، وفق مبدأ التمثيل النسبي المتفق بشأنه.
ولم تقدم “حماس” حتى الآن ردا على مقترح “فتح” بتشكيل قائمة مشتركة للانتخابات التشريعية المقبلة، وسط تبادل الاتهامات بالمماطلة في إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، الممتدّ منذ العام 2007، فبالرغم من تأكيد الكلُ الفلسطيني على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات المحدّقة بالقضية الفلسطينية، غير أن ترجمة ذلك على أرض الواقع ما يزال عالقا.
إلى ذلك دان سياسيون ومسؤولون فلسطينيون أمس إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتبار كتلة “القطب الديمقراطي التقدمي”، الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، “تنظيما غير مشروع وإرهابيا”.
واتهم الجيش الإسرائيلي الكتلة الطلابية في بيان أول من أمس، بالقيام وعلى مدى سنوات “بأعمال تخريبية كانت سببا في قتل العديد من المواطنين الإسرائيليين، ومن بينهم الوزير رحبعام زئيفي في العام 2001”.
وينخرط عدة آلاف من الطلبة الفلسطينيين في الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وتصنف كل من إسرائيل والاتحاد الاوروبي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي تعتبر إحدى الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية، كمنظمة “إرهابية”.
ويقضي الأمين العام للجبهة أحمد سعدات منذ العام 2006، حكما بالسجن لدى إسرائيل لمدة 30 عاما.
وأكد عضو اللجنة المركزية ومسؤول ملف الشباب في الجبهة الشعبية أحمد الطناني، اعتقال “سلطات الاحتلال أكثر من 60 طالبا وطالبة فلسطينيين خلال العام الحالي”.
ويرى الطناني المقيم في قطاع غزة أن خطورة القرار الإسرائيلي تكمن في كونه يمهد “للمزيد من حملات الاعتقال والملاحقة والجرائم ويشرعنها”.
وبحسب مسؤول ملف الشباب، “تم التحقيق مع الطلبة المعتقلين بأبشع الأساليب وتهمتهم الوحيدة تمثلت بنشاطهم الطلابي، فالاحتلال يحاول البحث عن مبرر يقدمه للمجتمع الدولي”.
من جهته، دان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني قرار الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أن القطب “منظمة طلابية وليست مسلحة”.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر مجدلاني القرار “مؤشرا خطيرا على استهداف كل العمل الوطني، ويتنافى مع القرارات والقوانين الدولية التي تتيح العمل الطلابي والنقابي”.
ويرى بيان الجيش الإسرائيلي في الإعلان خطوة إضافية نحو “تعزيز الحملات في مجال إنفاذ القانون وأنشطة مكافحة الإرهاب ضد كتلة القطب ونشطاء تابعين لها”.
وأرفق الجيش البيان، بأسماء “قسم” من نشطاء القطب الديمقراطي التقدمي الذين تم اعتقالهم في الأشهر القليلة الماضية لمشاركتهم “بنشاطات ضد إسرائيل”.
وتعقيبا على القرار الإسرائيلي، أكد ناشط سابق في القطب الطلابي في جامعة بيرزيت، فضل عدم ذكر اسمه، أن القرار “نقلة نوعية لنضال الحركات الطلابية في بيرزيت والجامعات الفلسطينية عموما”.