Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-May-2018

الفرق بين زيارة رمضان لنا و زيارتنا لرمضان - د. فايز الربيع

الراي -  رمضان هو رمضان منذ أن نزل القرآن فيه، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ومنذ أن كتب الصيام على أمة الإسلام وفيه حكمة أقرها االله سبحانه وتعالى (لعلكم تتقون)، هي العبادة غير محددة الأجر (الصوم لي وأنا أجزي به)، هي عبادة مستمرة فأركان العبادة، من صلاة وصوم وزكاة وحج وتوحيد، هي أركان الرسالات السماوية كلها (كما كتب على الذين من قبلكم)، وكذلك الصلاة والزكاة (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) (واذن في الناس بالحج)، المصدر واحد، وربما تكون الاشكال للصوم مختلفة بين اتباع الديانات، من الامتناع كامل إلى جزئي، المهم أن هناك صوم مشترك بين الديانات، وربما هناك فرق بين الصوم والصيام، فالصوم امتناع عن عن الكلام (إني نذرت للرحمن صوماً، فلن أكلم اليوم انسياً) (فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم...).

إذن مواصفات الشهر و أحكامه وقرآنه و عمقه، لم تتغير، الذي يتغير هو كيف نزور نحن رمضان، فهم المسلمون معنى الصيام فكان لهم رمضان شهر انتصارات و العمل، شهر قرآن وعبادة، شهر يستقبل قبل حلوله بما يليق به، وممارسة اثناء بدئه، تليق به، من معاني العبادة الصحيحة، والعمل المنتج، و الصعود الحضاري.
إذن زيارتنا الى رمضان زيارة شكل لا مضمون، وهو جزء من التدين الشكلي الذي اصبح جزءا من ممارسة عبادتنا، من صوم وصلاة وحج، رمضان هذا العام نزوره، وقد هدمت مساجد الحدباء، و صمتت مآذن دمشق، وروعت مساجد صنعاء، وحيدت مساجد مصر، وتحاربت مساجد بغداد، ولا يدري رواد مساجد ليبيا، هل سيخرجون منها بعد أن يدخلوها، و كبلت مآذن الأقصى، ومنع الآذان في مساجد القدس، وحدها غزة، خرجت عن الطوق، دماء الشهداء في غزة، بدأت تضخ في شرايين الأمة الميتة على أعتاب رمضان، بصدور عارية، ولكن بعزيمة لا تلين، وبإيدي فارغة، ولكنها أمضى من حد السيوف، تقطع أسلاك السور على محيط غزة، أمل جديد تبثه غزة في سماء الأمة، بطياراتها الورقية، وإطاراتها المشتعلة، لتقول إن هذه الأمة لن تموت، تضعف ولكن لن تركع، هذه هي الزيارة الحقيقية لرمضان، لتلتقي الزيارتان فتشكلان صورة جديدة، فالذكرى السبعين للنكبة، وسبعون ثانية من الحداد، ثم مواصلة الضغط، صور لم يتوقعها العدو، الذي يحار اليوم من صلابة المواجهة، إذا نحن لا ينقصنا الرجال، ولا العزيمة، وحدها غزة، كافية باعادة حسابات العدو، ولكن بشرط أن يفكر العرب بالمساعدة، بفك الحصار بالدعم المادي والمعنوي، الذي افتقدناه بحدوده الدنيا، كنا نطالب بإطلاق الرصاص، واليوم نطالب بالحد الأدنى إطلاق التصريحات من القيادات، هناك اجتماع للجامعة العربية؟! وهناك اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي؟! ولكن رمضان لا يزال ينتظر منا زيارة حقيقية وليست شكلية.