Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2017

نساء يواجهن الموت خلف عباءة الخوف والعيب! - حيدر المجالي
 
الراي - خلف عباءة (الخوف والعيب)، تستتر كثير من نساء الأردن، حتى لا يواجهّن مرضاً خطيراً قد يسكن في صدورهن بصمت؛ فيلجأن إلى كتمان السّر، وعدم البوح بمرضهن لأقرب الناس؛ حتى لا تنعكس آثاره السلبية على أسرهن.
وهو تماماً ما فعلته المُربّية الجنوبية نزيهة، التي قتلها سرطان الثدي قبل ثمانِ سنوات، حين تسلل الخبيث لجسدها خلسة، قبل أن تدخل في رحلة علاج قاسية في مراحل متقدمة من المرض.
كانت تعلم بأن ثمّة كتلة بحجم حبّة الحمّص في أحد ثدييها، وقد عرفت أن السرطان يطرق بابها، لكنها سمحت له بالدخول، ولم تشي بالخبر خشية أن يتسرب للجيران والمعارف؛ وبالتالي يترك آثاره السلبية على بناتها وهُنَّ في عُمر الزواج.
أدركت نزيهة التي رحلت عن خمسةِ عقود أنها أخطأت، فقد باحت بسرّها بوقت متأخرٍ؛ حين ظهر الورم تحت إبطيها، فتقبلت العلاج بمراحله المختلفة، لكن صراعها معه لم يدم طويلاً، فقد نال منها بسبب صمتها المُطبِق.
هواجس الخوف والسمعة والعيب، ما تزال تقض مضاجع المئات من السيدات، اللواتي يشّعرن بورم في أثدائهن دون كشفٍ مبكر؛ وقد يكون ذلك سبباً في إنتكاسةٍ تؤثر عليهِّن وعلى عائلاتهن، كلما تأخر الوقت.
المهتمون في قضايا الإصابة بسرطان الثدي، يؤكدون أن الكشف المبكر يساعد كثيراً في معالجة النساء المصابات في بداية المرض، وأن نسبة الشفاء تصل إلى 90 بالمئة.
في المقابل فإن بيانات السّجل الوطني الأردني للسرطان، تشير إلى إنخفاض نسبة السيدات المصابات، بالمرحلتين الثالثة والرابعة إلى 35 بالمئة، بفضل التوعية والتثقيف والتشجيع على الكشف المبكر؛ كما يُعدّ مؤشراً إيجابياً جاء كنتيجة مباشرة بعد تسع سنوات على بدء العمل بالبرنامج الأردني لسرطان الثدي، حيث كانت النسبة تصل إلى 70 بالمئة، لكن ذلك ليس كافياً إن لم تتظافر الجهود كافة، لتشجيع النساء على الكشف المبكر.
قد يكون مركز الحسين للسرطان، أحد أهم المراكز التي تهتم بالتوعية، للحدّ من أمراض السرطان، وهي تُوجّه إمكانياتها نحو نظرية «الوقاية خير من العلاج»؛ وهذا بالطبع أمر جيد ويستحق الشكر، لكن المطلوب (فزعة) وطنية تُساعد تلك الجهود لزيادة أعداد الناجيات.
لذلك فإن حملات المركز التوعوية مستمرة، وفي أكثر من محور وإتجاه، وخاصّة في مجال سرطان الثدي، الذي يحتل المرتبة الأولى بين الجنسين على الصعيد المحلي؛ فقد سجلت نسبة الإصابة به 40 بالمئة من مجموع السرطانات الأخرى.
مؤشر خطير يدعو للإهتمام أكثر بمسألة الكشف المبكر، لإنقاذ حياة عشرات النساء في مختلف مناطق مملكتنا الحبيبة؛ إذ لم يعد هناك حُجّة لأي سيدة في مسألة الكشف، لأن وحدات الفحص الطبي (ماموغرام) موزعة في جميع مناطق المملكة بمعدل (72 (وحدة، جميعها تتبع لمؤسسة الحسين للسرطان.
نحن أمام تحدٍ كبير، إما أن نواجه المرض بالكشف المبكر والوقاية، وأما نُعرّض آلاف النساء لخطر الموت، خاصّة ان متوسط عمر الإصابة حسب بيانات المركز 46 سنة محلياً، في حين يصل إلى 65 عاما عالمياً.
لا يمكننا أن نخبئ رؤوسنا بالرّمل، ونتجاهل عدد الإصابات بسرطان الثدي بين النساء، إذ تشير البيانات الإحصائية الرسمية إلى أن عدد المصابات بهذا النوع من المرض (1187 (إصابة، فيما يبلغ عدد المصابين من الرجال عشرون.
ربما لدينا أسباب عديدة للإصابة بالمرض محلياً، أهمها: النمط الغذائي، والسّمنة المُفرطة، والتأريخ العائلي أو ما يسمى الوراثة أو الخلل الجيني؛ وهو دافع كبير لكي ننقذ أنفسنا وفتياتنا بشكل خاص، من خطر يُداهمنا بقوة، من خلال السّعي لتغيير مفهوم العيب، وكسر حاجز الخوف، حتى ننجو–بأمر االله–من الموت!!