Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jun-2017

الأردني مخلد بركات: العمل الأدبي الناجح هو الذي يخوض مغامرات التجريب
القدس العربي - يعتبر القاص والروائي مخلد بركات واحــــدا من أبرز الأصوات السردية التي ظهرت في مطلع الألفية الثالثة في الساحة الأردنية، وقد صدر له العديد من الروايات والقصص القصيرة والسيناريوهات الوثائقية، منها: «رجل في الظل، النافذة الحدباء، الحرذون، بندورة الحية، خشم العقاب، سلالم الغيم، أمواج البدايات»
وهو معد وكاتب نصوص أفلام وثائقية وبرامج للتلفزيون الأردني، وكتب العديد من الأفلام الوثائقية التي تتناول حياة رموز من الحركة الثقافية والفنية في الأردن. حصل بركات على العديد من الجوائز أهمها.. الجائزة الفضية لاتحاد الإعلاميين العرب عن فيلم «بلبل الكمان» القاهرة، وجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لعام 2007 في مجال القصة القصيرة، عن مجموعته «النافذة الحدباء»، والجائزة الذهبية لفيلم «البلقاء أصل الحكاية»، والجائزة الذهبية لفيلم «المرابطون» القدس
مهرجان اتحاد الإذاعات العربية/تونس. ونال جائزة إذاعة «عمّان نت» سنة 2005 عن قصته «الرجل البرتقالي»، والجائزة الفضّية من اتحاد الإعلاميين العرب عن فيلم «بلبل الكمان» الذي كتب نصَّه ووضع السيناريو له عام 2010. وبمناسبة صدور متواليته القصصية «رباعيات الفردوس» عن دار الآن، ناشرون وموزعون، التي تتخذ من التجريب منحى لها، التقيناه في حوار خاص للقدس العربي .. 
■ توزع نتاجكم الأدبي ما بين القصة القصيرة والرواية والسيناريو، كيف تفاعلت مع هذه الأشكال الكتابية، وأيهم الأقرب لك؟
□ مثلّت القصة القصيرة الإرهاصات الأولى وانطلاقتي المبكرة، فأنتجت مجموعتي القصصية الأولى «رجل في الظل» التي اعتمدت الريف وإعادة أسطرته من جديد، ثم انتقلت إلى الرواية لأكتب عملين «الحرذون» و»بندورة الحية» وهما أقرب الى النوفيلا، ذلك لسيطرة أدوات القص على تكنيكي السردي، ثم كتبت للتلفزيون الأردني مجموعة أفلام وثائقية بصيغ أدبية، تستثمر المكان الأردني ومحمولاته الأثرية والتاريخية؛ ما شجعني على خوض غمار هذه التجربة لأصدر ثلاثة كتب نصوص مكان، ربما هذا التنوع والتنقل يدخل في باب التجريب والتنويع والقلق الشخصي، أو الوجودي. كثير من المبدعين كانوا يكتبون أكثر من جنس إبداعي في آن، بعضهم نجح في التجربة كجبران خليل جبران، والبعض ربما لم ينجح فعاد بخيبات أقل إلى غرفته الأولى، التي هي بالضرورة حانية، وتمثل مكان الولادة الإبداعي، أنا انتسب وجدانيا وبعد هذه التجربة في التحولات إلى القصة القصيرة.
■ ما هي القضية الرئيسية عند مخلد بركات؟ 
□ لا قضية محددة لديّ، ما يشغلني الإنسان أينما كان، والخروج من الذاتية إلى فضاءات الفكر الإنساني الأرحب، أكتب من أجل الجمال، على مستوى الشكل والمضمون، من أجل أحقية الإنسان في العيش الكريم، والحرية التي هي أنبل خصيصة على هذه البسيطة، ومن أجل الوعي، سواء أكان الفردي أم الجمعي، المبدع لا ينفصل عن واقعه، عن الآثام والجرائم التي ترتكب باسم الفضيلة، يجب أن يقاوم 
■ ماذا عن مشروعك الروائي ورؤيتك لفن الرواية؟
□ الرواية هي التي تكتبني، بمعنى أنني عندما ابدأ في كتابة الرواية لا يوجد في ذهني أي شيء أو طريق واضح، يبدأ البناء عندي في اللاوعي، وتبدأ الجملة الأولى بسحب أختها الثانية، ثم الثالثة، فتتناسل الرواية من بنيتها هي لا من بنيتي أنا، الميتا سرد هو الغالب هنا، وكي لا ينفلت مني السرد يستيقظ الناقد في داخلي كل حين خلال الكتابة المعقدة في حالتها الوجدانية، فيصحح المسار في اللاوعي بعصاه غير المرئية، أطمح دخول التميز في كتابة الرواية وتحقيق بصمة خاصة كقيمة مضافة، مشروعي الروائي الجديد «الماندالا»، رواية الألغاز، والغرف السرية، توحشنا في غرفنا السرية، طبول موتى تقرع ولا أحد يسمع، هي رواية العالم السفلي والموتى الطيبين، ومحاولة إعادة العالم إلى جادة الصواب حينما تتقابل مرآة الرمل مع مرآة الماء، لتشكيل ضدية فلسفية هي في الأساس، من كوّن العالم.
■ تتميز التجربة الروائية الأردنية وتجربتك بشكل خاص بانفتاحها على التجريب، فكيف تفهم هذا المصطلح، وكيف تتعامل معه؟ 
□ أنا من المتحمسين لهذا المصطلح التجريب، وهو الأثير لديّ، وفي اعتقادي أن العمل الأدبي الناجح والعابر للحدود، وهو الذي يعتمد التجريب، خاصة في الشكل والبناء السردي، انتهى زمن كتابة الرواية الكلاسيكية المملة، المتصاعدة أفقيا الرتيبة الإيقاع، الحداثة هي عنوان المرحلة في كل الأدب، سواء العربي أم العالمي، التطور سمة العصر، مع العصر الرقمي لا بد من تطوير أدواتنا السردية من حيث التكثيف والاختزال واستثمار طاقة اللغة والمشهديات السينمائية وتقنية الكولاج والمسرح والدراما، وعلم النفس التحليلي لسبر أغوار الشخصيات، وتقديمها مرنة مشاكسة لا جمادات نابعة من المؤلف، فالقارئ الذكي يكتشف هذا الخلل بسهولة، ليسخر في داخله ويكون العمل الأدبي بين يديه قد انزلق نحو المحرقة.
نجحت في رسم نماذج بشرية مختلفة في متواليتك القصصية الجديدة «رباعيات الفردوس». تنتمي للمجتمع ومشكلاته، وبعيدا عن الرمزية والغرائبية المفرطة رغم نغمة التجريب، كيف ذلك؟
أخالفك الرأي، في «رباعيات الفردوس» الشخصيات ليست من واقع الحياة المعيشة، هي أسطورية خارقة في لباس العصر الحديث، أنا قمت باستدعاء هذه الشخصيات نصف الآلهة من المدونات المقدسة وأساطير الشعوب القديمة، لأحولها إلى كائنات من لحم ودم تتصارع معا، وهي تبحث عن الفردوس الغائب، وكل رباعية هي عتبة لفهم الوجود بالاستناد إلى المقدس والمدنس، والأحداث تتوالد من بعضها بعضا، وتتناسل كالوباء أو المرض العضال، لإشعال الأسئلة وكسر التخوف من التابوهات والمحنطات من الأفكار والمعتقدات، وبظني هذا هو التجريب