Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-May-2018

دلال - عبدالهادي راجي المجالي

 الراي - منذ أيام , وأنا أقرأ عن (دلال المغربي)...أسرتني هذه البنت الفلسطينية , وأنا بصراحة واقع في غرام (شهيدة)...

لقد خرجت في أواخر السبعينيات من شواطيء لبنان , كي تقود مجموعة فدائية , وتنفذ أعظم وأخطر عملية في شمال فلسطين..وتقتل ما لايقل عن (30 (جنديا إسرائيليا...وهي لم تكمل عامها العشرين بعد...وللان لم يعرف أين أخفت إسرائيل جثتها....
كانت العملية ردا على (باراك) الذي قاد مجموعة (كوماندوز) واغتال بعضا من قادة منظمة التحرير
الفلسطينية..متخفيا بزي امرأة...يومها قال أبو جهاد: نحن الفلسطينيون لا نتخفى بزي النساء بل سنرسل لكم إمرأة...وأرسل دلال..
(40 (عاما تقريبا مضت على استشهاد , أحلى النساء وأغلاهن...(40 (عاما مضت على استشهاد الظفيرة , وكحل العيون والورد..وأقدم زيتونة في تراب الجليل...
هي ذهبت إلى فلسطين كي تستشهد , وحين كانت في الرمق الأخير وبعد أن أتعب الرصاص جسدها , جاء (باراك) وأجهز عليها بمسدسه...ونشرت الصورة في كل صحف العالم..لكن الروح صعدت..على تراب فلسطين كما كانت هي تشتهي وتريد..
كنت البارحة يا دلال , وقبيل النوم أروي لأولادي قصتك..أنا لست ممن يؤمنون , براوية قصص من الخيال للأولاد..لست مهتما بسندريلا..ولا (عقلة الأصبع)..ولا النحلة الضائعة..تلك قصص لا تروى لأولادي...دلال هي الحكاية....قلت لهم: أنك كنت أجمل البنات , وأن لعبتك كانت البندقية , وأن البحر حين حملك لفلسطين...سرح شعرك الجميل , ووضع لك (بكلة) على الجدولة اليمني (وبكلة) على الجدولة اليسرى...قلت لهم أيضا: البحر ودعك حين وطأت قدمك النبيلة شاطيء فلسطين...ونسيت يا بنت الأقحوان والعسل والنرجس..أن تقبليه , كيف نسيت أن تردي للبحر قبلته؟..ربما كانت فلسطين أٌقرب فاستعجلت النزول.
....أنا واقع في غرام شهيدة... في غرام دلال ,وأولادي صاروا مثلي أيتها الحبيبة...فكل يوم يريدون مني أن أكمل لهم بقية الرواية...وأنا أخبرتهم أنك ما زلت حية , مختبأة..تحت شجرة في يافا..وأنك تخرجين كل ليلة..وتمرين على أسر الشهداء..والزيتون والبيوت المهدمة...وأخبرتهم أنك زرت الكرك وتجولت في القلعة..ورميت السلام على الناس والشجر والتاريخ هناك.
أعرف لايوجد شارع باسمك يا دلال , ولا مكتبة..ولا حتى أغنية ولا...يوجد نجم باسمك أو قمر...أو حتى زيتونة , ولكني تجاوزت عن كل ذلك وسميت قلبي باسمك يا دلال.
وها أنا أكتب..يا أعلى شوامخ أمتي , ليس في إطار الكتابة..ولكن كي نقول للنساء: هذه هي سيدة النساء...
اختزلوا تاريخنا يا دلال , صار موزعا بين أحلام وأليسا..وبين غنج المايكريفونات....فكتبت عنك اليوم...فقط كي عرفهم معنى النساء وكيف يكون العشق...؟
وإذا قدر لي يوما...أن أجري بحثا محكما , فسيكون عن مكان قبرك في فلسطين....وهناك سأمرغ وجهي بتراب قبرك ..عل وجهي يستعيد عروبته ....