Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jun-2017

داعش الى زوال.. ماذا بعد ؟ - طايل الضامن
 
الراي - تعيش عصابة داعش الارهابية، مراحلها الاخيرة ، فدخول قوات سورية الديمقراطية الى معقل التنظيم الارهابي مدينة الرقة شمالا وغربا، والجيش السوري وحلفائه جنوبا وجنوب غرب، والجيش العراقي والحشد الشعبي من الجهة العراقية وقرب حسم معركة الموصل، أحكم فكي الكماشة على هذا التنظيم،والقضاء عليه بات وشيكاً.
 
ولكن بالقضاء على هذا التنظيم هل سينتهي الارهاب ؟، وفق معطيات التاريخ، فان التنظيمات الارهابية تتطور وتعيش مراحل زمنية وتؤدي أدواراً حسب الظروف، فكما يبدو أن الجهات غير المعلنة التي كانت مستفيدة من التنظيم، قررت إنهائه، بعد أن خرج عن السيطرة.
 
فمسألة إنهاءه داعش في السنوات السابقة لم يكن مستحيلا أو صعبا، فليس من المعقول أن تسيطر عصابة على مساحات واسعة اكبر من مساحات بعض الدول، وغير مجهزة عسكرياً كباقي الجيوش الكبيرة ، وان يعجز «التحالف الدولي» عن القضاء عليها كل هذه المدة.
 
ولكن مع وصول الرئيس الاميركي دونالد ترمب الى البيت الابيض، بدأت مرحلة انهاء التنظيم وازالته من المنطقة، تنفيذا لتعهداته الانتخابية،ومطالبه بضرورة مكافحة الارهاب والتوقف عن دعمه، فانهاء التنظيم مطلب اميركي بالدرجة الاولى.
 
تشكلت التنظيمات الجهادية في افغانستان في عقد الثمانينات من القرن الماضي بدعم أميركي لمحاربة السوفييت، وتطورت الى المرحلة الثانية « تنظيم القاعدة « ، الذي تصدر عمليات الارهاب في العالم لمدة عشر سنوات، وبدأ يضعف شيئا فشيئا مع قتل زعيمه اسامه بن لادن، ومع تطور الاحداث في سوريا والعراق، نشأت البيئة الخصبة لظهور المرحلة الثالثة من التطرف فظهر « داعش»، و»النصرة»، في العراق وسوريا، الا ان تنظيم داعش كان الاقوى والاوسع انتشارا والاكثر فتكاً ووحشية وهو التمدد الطبيعي للارهاب، وفق ما جاء في كتاب «إدارة التوحش: أخطر المراحل التي ستمر بها الأمة»، لمؤلفه محمد خليل الحكايمة، الذي كان ينتمي إلى القاعدة فكرياً وتنظيميا، ويدعو الى نشر الفوضى والتوحش للتمكن من اقامة الخلافة الاسلامية.
 
ووفق التسلسل الزمني، يتوقع خبراء في الجماعات الاسلامية المسلحة، ان تشهد المرحلة المقبلة جيلا ارهابيا اكثر شراسة وفتكا من داعش الارهابي، ولكن متى وأين ؟، ويكون ذلك، حسب المصالح والمحرك الرئيس في المنطقة،ولمواجهة مرحلة ما بعد داعش على الامة العربية والاسلامية مواجهة تحديات الفساد والبطالة وتحقيق العدالة بين مواطنيها، واعادة النظر بما ينسجم مع روح الاسلام والمجتمع.
 
كما يوجد في دول الغرب مغذ رئيس للتطرف، المتمثل في معاداة الاسلام والاساءة المتكررة لرموزه، الذي يأتي في اطار ما يسمونه حرية التعبير، في الوقت الذي يجرم فيه اي شخص ينتقد اليهود او المحرقة او يشكك فيها..
 
اذن، المنطقة امام تحد جديد، بعد انتهاء داعش وافول الارهاب في سوريا، من خلال نشر العدالة الاجتماعية وتعزيز التنمية الاجتماعية، وبحث مسألة الاسلام فوبيا بشكل معمق مع الغرب، وصولا الى معادلة حقيقة تقضي على الارهاب واسبابه.