Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2017

مجابهة داعش ثقافياً وتوعوياً وليس عسكرياً فقط - د. عميش يوسف عميش
 
الراي - وسائل داعش الارهابية بدأت بإغراء الخلايا النائمة والاتصال عبر وسائل الانترنت وكل الطرق بالشباب والشابات العاطلين عن العمل والرافضين للانخراط بالعمالة ويسعون للوظيفة والراسبين في الدراسة واغرائهم بالمال والنساء والمخدرات ورياضة استخدام ادوات القتل وسفك الدماء وارتداء الاحزمة الناسفة. اما في حالة الموت فيسمونهم «شهداء» وهذا كذب. ويعدونهم بالجنة حيث تستقبلهم الحواري هناك.
 
استخدمت داعش كل الطرق التي حللتها: الذبح، الاعتقال، استخدام ما سموهم «بالمجاهدين» وانتحارهم بالأحزمة الناسفة لقتل الجموع في الاسواق العامة والجوامع والمدارس والمؤسسات. وزرعت الالغام في كل مكان ودمرت البنية التحتية للمدن وسجنت سكانها، وقتلت كل مواطن يهرب، واستخدمت طائرات دون طيار للقتل والتدمير. الاستراتيجيات الجديدة والتي تستخدمها داعش بعد ان بدأت قوتها تنهار تدريجياً ولكننا لا نعلمها لكن اهمها المناهج الدراسية الداعشية التي بدأت تطبيقها منذ ثلاث سنوات في المدن العراقية المحتلة واهمها الموصل. وهنا اقتبس مقالاً للكاتب العراقي (علي الحسيني) من الموصل - والذي نشرته صحيفة (العربي) التي تصدر في لندن ومدير تحريرها الاديب حسام كنفاني. لقد قرأت مقال (8/اذار/2017) اثناء زيارتي لندن. يقول الكاتب علي الحسيني: لقد تم العثور على وثائق حول مناهج التدريس لدى داعش من قبل قوات الامن العراقية خلال اقتحامها مدينة الموصل واعداد ضخمة من الكتب المدرسية التي قام (تنظيم الدولة الاسلامية - داعش) بطباعتها بشكل جيد وتوزيعها على العديد من المدارس منذ (3) سنوات وتعلم منها عشرات الالاف من طلاب المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية. كما اوضح المستشار التربوي العراقي الكبير (د. محمد كمال الدين) احتوت الكتب على افكار التطرف الموغل، والترويج بين الطلاب والطالبات وغسيل للأدمغة وهذا يشمل: (1) العربية وتسعة مواد دراسية معاصرة. (2) قام داعش بإلغاء مواد الثقافة والفن بكل اشكالها. (3) ركزت مناهج داعش على فكرة اقامة الخلافة (الدولة الاسلامية) وتكفير من يعارضهما. (4) النفي القاطع للطوائف في الاسلام - واكدت ان هناك طريق واحد فقط هو داعش وكل الاخرين يعتبرون مرتدين. (5) كتاب التاريخ يذكر روايات خلافية ويربطها بالدين ويرسم خارطة الاندلس جغرافياً من ضمن الوطن العربي. كذلك اجزاء من تركيا ومنطقة الاحواز جانب الخليج العربي. (6) اعتماد التسميات القديمة للدول العربية مثل: نجد والحجاز وبلاد الشام والغاء فلسطين وسورية ولبنان والاردن. اما معظم دول الخليج يصفها داعش تحت عبارة (جزيرة محمد عليه الصلاة والسلام). (7) كتاب اللياقة البدنية للصف الاول الابتدائي يحتوي كذلك الرسوم التوضيحية للياقة البدنية واسموها (التربية الجهادية) وتمثل اطفال يرتدون زياً شبيهاً بالزي الافغاني واحتوائه على اسلحة مختلفة - وهذا يذكرنا بأسلوب داعش بخطف الاطفال وتدريبهم على السلاح واستخدامهم دروعاً بشرية. (8) اما مادة الرياضيات فتتضمن مسائل رياضة ذات فكر متطرف ودموي - تدل الاطفال على العنف مثل: ما هي كمية العبوات الناسفة التي ينتجها المصنع في اليوم وحساب عددها في اليوم والساعة، كذلك عدد السيارات المفخخة التي يفجرها الانتحاريون وما وزنها واذا قادها استشهادي فكم عدد القتلى اذا فجرها عن بعد (100) متر وكم يكون العدد اذا كان مكان التفجير مغلقاً او مفتوحاً وهكذا. وتمرين اخر للرياضيات (للخامس ابتدائي) فيظهر صورة لعدد من الطلقات النارية مع عدد من المسدسات وتوضع الأسئلة حول العدد الكلي، وكم طلقة يحتاج لإصابة عدد من الكفار والمرتدين. (9) وفي مادة الابداع فيطلب من التلاميذ رسم عبوة ناسفة مع توضيح اجزائها. الامر الاخر ان داعش اصدرت الالاف من الشهادات للطلاب تحت اسمها وصرح (د. محمد اقبال وزير التربية العراقي) رفض الاعتراف بتلك الشهادات الصادرة من المحافظة المحتلة من داعش. كما اوضح (د. ابوى الديوجي) رئيس جامعة نينوى ان الوزارة لن تعترف باي سنة دراسية لهؤلاء الطلبة وفتح مواقع دراسية في كركوك ودهوك وكل دراسات وشهادات داعش مرفوضة. لقد قام داعش بطباعة نسخاً الكترونية للمناهج على اقراص مبرمجة ووزعها على كل مراحل الدراسة ليتولى الطلاب طباعتها على نفقتهم الخاصة وشراءها من مطابعهم حيث باشرت تمويلها لكتب ورقية واجبار الالاف من الطلبة على دراسة مناهج داعش ودفع اثمانها سنوياً بواقع (12) الف دينار لكل مرحلة والمطلوب الان بذل جهد لمواجهة تحديات داعش ليس العسكرية الدموية فقط ولكن كل تقنياتها واستراتيجيتها الحديثة والتي يستخدمها هذا الارهاب ولا نقلل من خطورتها في غسل ادمغة شبابنا واعادة اوطاننا للعصور المظلمة ولنؤكد على ان مجابهة داعش بالسلاح مهم لكن لنحاربها بالفكر والثقافة والعلم والعقل والتوعية ايضاً.