Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2019

القطاع العام: الترهل والبيروقراطية أقل همومنا*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-قبل أسابيع قدمت الجامعة الأردنية مثالا (عنيفا) في محاربة الجهل والبيروقراطية معا، وذلك من خلال برمجية تبدو قصيرة او صغيرة، لكنها وفرت مسافات طويلة من الجهد البشري الذي كان قبلها ضائعا ومعبرا عن شدة تخلف اذا ما قورن بالسهولة التي وفرتها البرمجية، يقول د. محمد مصطفى نائب المسجل العام في الجامعة: خلال ايام قليلة جدا قامت كفاءات فنية من كوادر الجامعة بعمل برمجية للطلبة الجدد المقبولين في الجامعة، والذين تجاوز عددهم ?? الفا، حيث تمكّن الطالب الجديد من تقديم طلبه للتسجيل وحيازة رقم جامعي خلال دقيقة!! بما في ذلك تسجيل كل مواده الدراسية وصدور هويته الجامعية التي يتسلمها جاهزة في وقت تحدده الجامعة، ولا يحتاج اجراءات.. وهذه خطوات يعرفها كل طالب سابق تخرج من الجامعة الاردنية او ما زال على مقاعد الدراسة، فاليوم الاول لأي طالب جديد في الجامعة الاردنية كان مشهودا، لا ينساه اي طالب بسبب الازدحامات والطوابير وكثرة الاجراءات، كل هذا اصبح في حكم الماضي القاسي، ويمكن للطالب الجديد ومن خلال هاتفه الشخصي او اي جهاز كمبيوتر موصول بالانترنت..يمكنه في اقل من دقيقتين ان ينجز ما كان يحتاج من بعض الطلبة السفر يومين وبذل المال والجهد لفعله.

شفتوا انه العقل زينة..والتكنولوجيا سحر في توفير الجهد واختصار الاجراءات المتخلفة؟.. لن تكتمل الصورة والمفارقة الا حين اذكر مثالا سيئا تعيشه ان أنت ابتلاك الله لتنجز معاملة في مؤسسة ما، ستجد موظفين ليس مشكلتهم الجهل او عدم المعرفة، بل تكمن المشكلة في هدفهم الغريب وهو اتعاب المواطن لأقصى درجة وتشعر في النهاية بأن هذا الموظف يفعل هذا لأنه ادى قسما وظيفيا بأن لا يقدم خدمة للمواطن.
يكون الأمر اكثر استفزازية ويدعوك حقا للكفر بكل ما تعلمته من احترام للمؤسسات العامة، تجد موظفا بارعا في تطفيش المواطن والخلاص منه .. ربما يجعلك تذهب من عمان الى الرمثا او العقبة لتقوم بإجراء هو يعلم بأنه لن يتم الا من عند الموظف نفسه فلماذا تراه يقوم بهذا العمل.
تابعت إجابات احد المسؤولين للمراجعين في فرع لإحدى المؤسسات، وكنت اعتقد لدى مشاهدتي ردود الموظف على اول مواطن تابعته  كنت اشعر ان المواطن غاضب ومندفع ولا يستوعب الكلام، لكنني فوجئت حين أجاب المواطن: فعلتها؛ وذهبت لمكتب العمل، وامضيت نصف يومي هنا وهناك ودفعت اجرة تاكسي مرتين، وكلما آخذ ورقة للدور وأصل الى الموظف في القاعة يقول لي ليست عندي اذهب للموظف الآخر، فأعيد الكرّة ثاني مرّة..آخذ ورقة للدور وانتظر اكثر من نصف ساعة ثم يقول لي الموظف ليست عندي..وها انا جئتك ابحث عن حل وتشير علي بأن أبدأ المعاملة كما بدأتها في الصباح انطلاقا من مكتب العمل، بعدين يعني مع سما هالشغلة، يا عمي بدي اعرف راسي من اجريّ!!
ثم تكرر الموقف معي شخصيا، يقول لي المسؤول كلاما يشير علي بإجراءات، وحين أكتشف بأنه أضاع علي وقتا ولم تتم الاجراءات أعود إليه فيقول مهو أنا قلتلك ما بصير، فأخاطبه بلهجة حازمة: لا لم تقل لي هذا، وذكّرته بما قاله المواطن: بعدين مع سما هالشغلة!