Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jun-2017

ايران تجلس في المنتصف !! - د. صفوت حدادين

 

 

الراي - الموقف المتأزم لعلاقات قطر مع محيطها الخليجي لن ينطفئ بسهولة و النار مرشحة لأن تتقد أكثر فأكثر.
 
قطر استهلكت الوقت ما بين التأزيم الاعلامي و قرارات قطع العلاقات الدبلوماسية دون استثمار ناجح لرأب الصدع بل و أرسلت اشارات لاستعدادها التقرّب من «ايران» أكثر فيما «ايران» استعملت لغة الخطاب المتعاطفة جداً مع «قطر» من اجل الاصطياد في الماء العكر.
 
من الواضح أن «قطر» لا تأبه لتبني موقف الاصطفاف الخليجي المقابل، لا بل انتشر في الاعلام خبايا اقحام «قطر» نفسها في شؤون داخلية لدول خليجية وبما كان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
 
القمة الاسلامية في الرياض كانت رسالة اقليمية قوية خصوصاً بوجود الرئيس الأميركي المعروف بموقفه المتشدد من الاتفاق النووي مع «ايران» لكن ما تسرّب عن خلافات حول البيان الختامي للقمّة يوحي بأن «ايران» استعملت اصابعها لتخفيف النار تجاهها و أن هناك دولا مشاركة سعت لتسجيل موقف ايجابي لدى الايرانيين.
 
لن نذيع سرّاً اذا قلنا أن روابط القطريين مع «ايران» هي احد اسباب اشتعال الأزمة لكن ما يثير قلق الاصطفاف الخليجي الآخر هو أن استعداد «قطر» للانصهار مع التحالف الجديد مشكوك فيه في ظل تقاربها مع «الايراني».
 
تزامناً مع قطع اليمن الرسمي للعلاقات مع «قطر»، خرج بيان حوثي يشد على يد «قطر» في الأزمة و هذا قد يحتمل تفسيراً أن وجود قوة قطرية مع التحالف العربي في حرب اليمن لا ينفي وجود قنوات اتصالات مفتوحة ما بين «قطر» والحوثيين وهو الأمر الذي لا يمكن للرياض أن تتسامح معه.
 
و قد أوصدت الابواب البرية و البحرية و الجوية أمام «قطر»، بات في حكم المؤكد أن تتوجه الدوحة إلى القبلة الايرانية و هذا معناه أن الخلاف الخليجي سيتعمق بقسوة.
 
الأزمة الآن سياسية لكن الأجواء في الشرق الأوسط باتت تنذر بحرب قريبة لكن ما يثير القلق هو أن الخلاف الخليجي قد يكون هو وقود الحرب التي لن يطول الوقت قبل أن لا نتمكن من صم أذاننا عن سماع طبولها.
 
لا بد أن الوساطات جارية لاحتواء الموقف لكن من غير المحتمل أن تنتهي الوساطات إلى حل فالايراني يجلس في المنتصف!
 
sufwat.haddadin@gmail.com