Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2019

نادرة عمران: المسرح بوابتي نحو التمثیل

 

عمان- الغد- قالت الفنانة والممثلة الأردنیة نادرة عمران ”إن المسرح فتح لھا الباب واسعاً، في بدایة مشوارھا الفني، للدخول إلى عالم التمثیل“، مؤكدة أنھا مرت بالعدید من المحطات ”الصعبة“ التي أثرت في حیاتھا الفنیة والشخصیة.
وبینت عمران، خلال محاضرة بعنوان ”نادرة عمران.. رحلتي مع الفن“، في منتدى عبد الحمید شومان الثقافي، وأدارتھا مع الجمھور المدیرة العامة للمركز الوطني للثقافة والفنون لینا التل، أنھا بدأت حیاتھا الفنیة ”سراً“ وھي طالبة في مدرسة حلحول الثانویة، لتبحر بعد ذلك في عالمي التمثیل والسینما.
واستعرضت عمران مسیرتھا الفنیة والحیاتیة، باعتبارھا حالة فنیة نادرة، عززتھا قوة أدوارھا الإبداعیة. كما شاركت الجمھور نكھتھا الخاصة التي تضفیھا على مسلسلاتھا وأدوارھا المتعددة.
وعن طفولتھا التي عاشتھا في مدینة الخلیل الفلسطینیة، قالت عمران ”حبب لي حینما كنت طفلة، دخول التمثیل واحترافھ، بكل جدیة، بعد أن شاھدت، بملء العین، ویومیا حملة الاعتداءات الواسعة والوحشیة، التي یشنھا الاحتلال ضد الشعب الفلسطیني، فآثرت وقتھا التمثیل لنقل صورة الاحتلال الدمویة للعالم أجمع“.
ُ وأقرت عمران أن ”المسرح لا یطعم خبزاً“، لكنھ أدخلھا في تجارب متعددة، كانت كفیلة، بحسبھا، لأن تتعلم الإحساس بالآخر، وأن تدخل في شخصیة المشھد المسرحي، وبالتالي الانفتاح أكثر على الحیاة الفنیة، ومعالجة قصور الواقع باحترافیة عالیة.
وعن علاقتھا بعمان، قالت عمران ”عمان احتضنتني، ومنحتني مساحة فنیة كبیرة وكانت محطة مھمة ومفصلیة في حیاتي سواء على صعید العلاقات الإنسانیة المتشعبة التي أقمتھا فیھا أو على
صعید المسرح والتمثیل والدراما“.
وعرجت عمران، على تجربتھا الشخصیة، وكیف تمكنت من إثبات نفسھا كممثلة قدمت من بیئة
ریفیة ترفض أن یعمل أبناؤھا في مجالات الفنون، وتمكنت من أن تبدأ رحلتھا الطویلة مع الأعمال الإبداعیة انطلاقا من خشبتھ، وصولا لتجسید مئات الشخصیات الفنیة في أعمال فنیة كثیرة تحمل في داخلھا الخیر والشر وحب الحیاة، وبھا تحولات مركبة. وبسیاق ذي صلة، بینت عمران أن أمام الممثل مساحة كافیة في مدى تقبل الشخصیة المطروح
علیھ تجسیدھا، والطریقة التي یقدم فیھا ھذه الشخصیة، فھناك طرق تضاف إلى تلك المبنیة على
اتباع المدارس الأكادیمیة في التمثیل، وھي طرق تكتسب مع الخبرة والممارسة.
وأشارت الى أن ھناك كماً كبیراً من العوامل یجتمع داخلھا حتى تختار منھ ما یلائمھا لتقدمھ تلفزیونیا أو مسرحیاً أو حتى سینمائیا، مؤكدة أنھا تحاول عبر أدوارھا المختلفة انتزاع الاحترام والإعجاب من المشاھدین.
وبینت عمران أن كثیرا من أدوارھا التلفزیونیة جسدتھا بتمرد وخرجت بھا على النص لكي تنجح وتلاقي استحسان المتلقي، وأنھا ذھبت باتجاه الأعمال التاریخیة والدینیة وكبار السن، رغم أنھا لا تتقاطع مع شخصیتھا الحقیقیة.
وباغت أحد الحاضرین عمران، بتساؤلھ حول المتعة الخالصة التي یشعر بھا الفنان حینما یعتنق التمثیل، لترد علیھ عمران بالقول ”السفر من وإلى الشخصیات، تعد للفنان متعة لا تضاھیھا متعة، لیكتشف بعدھا مقدار السعادة والحب الذي یجسده الفنان في أعمالھ الفنیة، خصوصا إن كانت ھذه الأعمال تاریخیة“.
واعتبرت عمران أن الفنون بشكل عام، باتت خداماتیة وتجاریة واستھلاكیة، توظف لزراعة مفاھیم تسوغ لتقزیم الإنسان وتغذي شراھة رأس المال، في حین أنھا ابتعدت عن الحقیقة التي. ندافع عنھا ونریدھا أردنیاً وبالنسبة لفیلم ”لما ضحكت مونالیزا“، لمخرجھ فادي حداد، أقرت عمران بنجاحھ الذي حققھ على المستویین العربي والأردني، أما بخصوص مسلسل ”في میل“ فاعتبرتھ ”عملا ناسب جماعة المیدیا ولاقى اھتمامھم، لكنھ أیضا أدخلھا في تجربة جدیدة، كان لھا الأثر الطیب في نفسھا“، وفقا لعمران.
ومن جھتھا، قالت الفنانة لینا التل، في معرض تقدیمھا للمحاضرة ”إن نادرة إنسانة وفنانة ومعلمة وقائدة، لھا تاریخ حافل بالإنجازات الفنیة، كما أنھا شھدت، خلال صعودھا الفني، التحولات الثقافیة والفنیة والسیاسیة التي مرت على الأردن“.
وتابعت ”جاءت عمران من عائلة محبة للفنون والمسرح والثقافة؛ حیث تمیزت نادرة بتقدیمھا الأدوار الصعبة، وأثبتت أمام جمھوریھا، العربي والأردني، أنھا قادرة على تقمص دورھا التمثیلي باحترافیة وإبداع“.
ولفتت التل إلى أن عمران تتمیز، إضافة إلى كونھا فنانة مھمة ومتمیزة، بامتلاكھا موھبة الغناء؛ ولدیھا قدرة عجیبة على الابتكار والتجدید في المحافل والأدوار كافة التي لعبتھا خلال مسیرتھا الفنیة.
وكان لمسلسل ”الاجتیاح“ الأثر الكبیر في مسیرة عمران الفنیة والإبداعیة، لكونھ شكل في حیاتھا نقطة تحول مھمة على الصعیدین الفني والموضوعي.
عمران تربت بین كروم العنب والطبیعة الخلابة في مدینة الخلیل الفلسطینیة، واستكشفت طاقاتھا
الفنیة منذ نعومة أظفارھا، ونقشت لاسمھا وذاتھا مكانا وحضورا بین الأردنیین، والعرب عموما. إلى جانب أنھا قدمت للمشاھدین؛ عبر أبواب الدراما والسینما والمسرح، صورة إبداعیة مختلفة وغیر نمطیة.
یشار إلى أن عمران موالید العام 1965 .من أبرز أعمالھا ”صلاح الدین الأیوبي“، ”الحجاج“ ”راس غلیص“، ”الاجتیاح“، ”ھدوء نسبي“، ”طوق“، كما لھا مشاركات مسرحیة، أبرزھا: ”مكبس“، ”برناردا ألبا“، ”الكراسي“. ھي عضو في نقابة الفنانین الأردنیین.
أما ”شومان“؛ فھي ذراع البنك العربي للمسؤولیة الاجتماعیة والثقافیة، وھي مؤسسة ثقافیة لا تھدف لتحقیق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساھمة في نھوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القیادي والأدب والفنون والابتكار.