Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2017

عندما أزهرت كرامة الجيش العربي في آذار - علي المعالي
 
الراي - قالها لزعماء الأمة العربية ( ستسمعون عنّا، وليس منّا ) وتفرغ بعدها الملك الحسين بن طلال رحمه الله لإدارة المعركة، في الوقت الذي جمع فيه موشيه ديان الصحفيين غرب النهر، لكي يدخلوا معه شرق النهر لتغطية خبر انتصاراته العظيمة، لتحدث المفاجأة المدويّة، عندما قاموا بتغطية خبر هزيمة الجيش الذي لا يقهر، لتغطية انسحابهم المخزي وهم يجرون اذيال الخيبة والفشل.
 
ما يميّز معركة الكرامه عن سواها من سائر المعارك، انها حدثت بعد أقلّ من سنة واحدة على الهزيمة القاسية التي تلقتها جيوش عدة دول عربية مجتمعة، ليتكفل الجندي العربي الأردني، برد الاعتبار للجندية العربية، في معركة شاء لها الله ان تقع اهم احداثها في بلدة الكرامة لتعيد للعرب كرامتهم.
 
لقد كسرت معركة الكرامة حاجز الخوف من الصهاينة، وأبرزت بجلاء ان الروح القتالية العالية، تتفوق على المعدات القتالية المتقدمة التي كان يمتلكها العدو، وأثبتت خطأ مقولة أن الكفّ لا تقاوم المخرز، بان قاومت زنود الرجال اعتى قوة عسكرية في المنطقة، بل وانتصرت عليها، ومرغت انفها في وحل غور النهر المقدّس.
 
وقد ظهر جليّاً في هذه المعركة، تطبيق مبادئ الحرب، من وحدة القيادة، ووحدة الهدف، المفاجأة حيث فوجئ العدو باستعداد جيشنا للمعركة، والتنسيق بين القطعات، وإرادة القتال، والانتقال من الدفاع الى التعرّض، من خلال شن الهجمات المعاكسة، واستغلال طبيعة الأرض، والشجاعة، والايثار.
 
الجيش العربي، يا له من إسم تقشعر منه ابدان الاردنيين والعرب لما يحدثه فيهم من أثر وشعور بالعزة والفخار، وتقشعر له ابدان العدو لما يحدثه فيهم من رهبة، ورعب.
 
السيطرة الجوية للعدو، ووحدات مدفعيتنا الباسلة تقصف قواته بشكل متواصل، غير آبهة بالغارات الجوية على مواقعها، فيما يخوض جنود مشاتنا الابطال معركتهم بالسلاح الأبيض، في الوقت الذي تزمجر في مدرعاتنا في وجه دبابات الغزاة، وتصليهم نيرانها الحارقة.
 
هذه المعركة، غيّرت مجرى التاريخ، فلو لا قدر الله نجح العدو في غزونا، لوقف الان على حدود بغداد، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، ولكنها ارادة الله ومشيئته، بأن سخّر لهذه الأمة سواعد مقاتلة، لا تلين.
 
رحم الله شهداء معركة الكرامة، وكل شهداء شعبنا، وأمتنا العربية الأطهار