Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jan-2020

مدافئ الغاز..أين الخلل*زياد الرباعي

 الراي

عشرات الارواح تزهقها مدافئ الغاز سنويا، اختناقا واحتراقا، والوفيات تسجل قضاء وقدراً، دون الالتفات الى ضرورة التأكد من جودة المدافئ وسلامة اسطوانات الغاز، خاصة ما يتعلق بالحديث منها.
 
في بداية الموسم الشتوي، واجه المواطنون مشكلة عدم اشتعال مدافئ الغاز، بالتحديد اذا كانت الاسطوانات حديثة، وكانت توجيهات موزعو الغاز، الذين نصبوا أنفسهم خبراء، بضرورة تنفيس الاسطوانة لمدة دقيقة، ورغم تكرار التنفيس لعدة مرات، إلا ان المدافئ لم تشتعل، فكان التوجيه الثاني، وضع الاسطوانة في وعاء مليء بالماء الساخن، ثم توجيه ثالث بترك المدفأة لعدة ايام ثم تشغيلها، وتوجيه أخر بنفخ مجرى الغاز سواء بمنفاخ هواء او سشوار شعر، ليزيل اي شوائب او عوائق في مجرى الغاز. وهكذا هي الوصفات الشعبية لمعالجة مشاكل مدافئ الغاز، وجلها دون جدوى، بل على العكس زادت الكوارث والوفيات الناتجة عن مدافىء الغاز بالتحديد.
 
أمس، عائلة من ستة افراد، تنتقل الى الرفيق الأعلى بفعل الغاز، وقد سبقهم كثيرون خلال أعوام خلت، بسبب المدافئ أو «كيزر» الاستحمام، والقافلة تسير من خسائر بالارواح تتكرر سنويا، دون جهود جدية للحد من مآسي الغاز.
 
صحيح ان الدفاع المدني يقدم نشرات ارشادية للتعامل مع المدافئ، ويدعو الى تهوية المنازل، وابقاء مجال لدخول الاكسجين وخروج ثاني اكسيد الكربون، ولكن يبدو ان الارشادات أخر ما تقرأ او ترى من جموع المواطنين.
 
وامام هكذا فواجع، يجب التفكير بتدابير صناعية للمدافئ العاملة على الغاز بالتحديد، والابتعاد عن الصناعات الأقل جودة للمنافسة بالاسعار، وتخفيض الكلف على حساب الجودة، ومنع استيراد «الساعات» والبرابيش سريعة التلف، والتفكير الملي بإيجاد وسائل اكثير امانا للتدفئة، ولو أدى الأمر لمنع مدافئ الغاز وكيزر الاستحمام.
 
اسعار المحروقات غالية على الغالبية العظمى من الناس، فيلجأون لارخصها للتدفئة، وهذا يتطلب دورا حكوميا بتخفيض المحروقات الأكثر امانا–ولعلها الكاز - في أشهر الشتاء، ليس دعما بقدر ما هو حفاظ على حياة العشرات الذين نفتقدهم سنويا.