Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Sep-2017

كلام لا يفهمون ترجمته - د.سليمان ابوسويلم
 
الراي - من المعهود ان الكلام الذي يقال في المحافل الدولية، ايا كان وبأي لغة يقال، يمكن ترجمته الى من يسمعه وباللغة التي يجيدها ذلك المستمع. والا لما استطاع الروس ان يجتاحوا سوريا والاميركان ان يحتلوا العراق وان تنتقل افغانستان من الاحتلال السوفياتي السابق الى الاحتلال الاميركي الحديث ولما استطاع ان يرد الرئيس ترمب على تهديد رئيس كوريا الشمالية وباللغة المشابهة ولما استطاع اليابانيون والصينيون والكوريون من بناء ناطحات السحاب الشاهقة في دول الخليج العربي ولا استطاع سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي من تقسيم الاقطار العربية الى دويلات ضعيفة ولما استطاع تشرتشل ان يهدي فلسطين الى اليهود على طبق من ذهب، الى غير ذلك من علاقات امميه قائمة وعلى مختلف الاصعدة المتداولة اليوم في العلاقات الدولية.
 
الكلام الذي لم يستطع ان يفهم ترجمته اي من الحاضرين في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للامم المتحدة هو ما قاله الامير الشاب الحسين ولي عهد المملكة الاردنية الهاشمية مندوبا عن ابيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين والذي قال من على المنصة التي وقف عليها من قبل اجداده من بني هاشم ان الضمير العالمي في «وضعية الصامت» وهو الصمت الذي اطبق على شفاه من يمثلون هذه المنظمة الدولية ليس اليوم فقط بل منذ زمن بعيد والتي جاءت اصلا هذه المنظمة لفض النزاعات الدولية وتحقيق السلام العالمي بغض النظر عن اللغة والدين والعرق وبصوت عال.
 
يقول الامير الشاب لطالما فعلنا الصواب وتحملنا ما لم تتحمله دولة اخرى على مر التاريخ الحديث لهذا الكم الهائل من الازمات المتتالية والصراعات التي لم يكن للاردن يد فيها وكيف تنفق التريليونات على الحروب في منطقتنا بينما القليل ينفق للوصول بها الى بر الامان.
 
نعلم ان ليس لهذه الاسئلة من اجابة شافية كما هي غيرها من الاسئلة التي طرحها والده وجده من قبل ولا حتى ممن يجيد الترجمة وايصالها لافهام من يجلسون امام الامير الشاب من مندوبي العالم وممثليه ليعوا الحقيقة التي يتغاضون عنها بقصد وبح صوت الاردن من قولها مرارا وتكرارا ومنذ ان نشأت هذه المنظمة الدولية دون جدوى.
 
ان العالم يجيد الصمت كما يقول سمو الامير ولكن ليس من اليوم فقط بل منذ ان احتلت فلسطين والتي مر على احتلالها من الدولة العبرية ما يساوي من السنين عمر هذه المنظمة الدولية وصدر بحق فلسطين من القرارات ما يزيد على عدد الحاضرين في مقرها بنيويورك بدورتها هذه وكلها تجمع على ان السلام الحقيقي في الشرق الاوسط هو بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 ومع ذلك فالصمت هو الصمت.
 
نخشى ان تكون كلمة سمو الامير تذهب ادراج الرياح عند من سمعوه في الجمعية العامة للامم المتحدة لانهم لا يفهمون الترجمة الحقيقية لما يقول وان القيم التي تحكم هؤلاء لاقيمة لها وان البراغماتية لا زالت لديهم تطغى على المبادئ كما قال سموه.