Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jun-2019

الأزمة قادمة أكثر*د. مهند مبيضين

 الدستور-تدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها في أزمة كبيرة مع المارد الصيني، والخبراء يؤكدون انها حرب تجارية ضروس، وأن الخاسر منها الاقتصاديات النامية والدول الصغيرة، وهذا ما سيجعل العالم يمر بأزمة أكبر خطراً من التي حدثت العام 2008.

ماذا يعني ذلك؟ يعني ان معدلات النمو والتنمية سوف تتأثر في بلداننا وسوف يكون هناك ظروف اقتصادية صعبة وتحديات جديدة، وهذا يعني قرارات حكومية غير شعبية.
 بدأت الحرب بين الصين وامركيا الترامبية بعد إعلن الرئيس دونالد ترامب في 22 آذار من عام 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التي تسرد تاريخ الممارسات التجارية غير العادلة وسرقات الملكية الفكرية.
الصين آنذاك لم تتأخر وكرد فعل انتقامي فقد فُرضت رسوم جمركية على أكثر من 128 منتج أمريكي أشهرها فول الصويا. في المقابل برر ترامب حربه بسبب الخسارة التي تتلقاها بلاده بسبب تقليد العلامات التجارية والعجز التجاري الذي زاد عن 500 مليار دولار.
ترامب خاض عملية ابتزاز بالشرق الأوسط حين قال إن على دول الخليج أن تدفع كلفة تأمين وجودها، ومارس أبشع عمليات الابتزاز، وبنفس الوقت فتح المجال للروس في المنطقة، وعزز وجودهم بسوريا، كي يقطع على الصين مشروعها باعادة بناء طريق الحرير.
الصين لديها مشروع طريق الحرير الذي يحمل لمسات عودتها إلى المنطقة، وتركيا لديها مشروع العمق الاستراتيجي، ولدى إيران نظرية أم القرى الجيوسياسية، ولدى الروس حرص على تثبيت الوجود الروسي إلى ما كان عليه في زمن القياصرة العظام، وبهذا فإن المنطقة في مواجهة عدة مشاريع تتصارع عليها، ونحن لا نستطيع القيام بأي رد فعل.
بالعودة لحرب ترامب مع الصين، فهي التي تشكل اليوم القلق الكبير للدول الناشئة والضعيفة اقتصاديا، ومنها الأردن، وهذا ما يحتم علينا الاستعداد لظروف صعبة ومؤشرات غير مفرحة لأداء الاقتصاد والنمو، وبالتالي علينا الحديث بصراحة مع الناس وعدم اطلاق أي وعود لا نضمن تنفيذها، وعلى الحكومة أن تعد خطط استجابة للأزمة المقبلة والتي يجب الاستعداد لها جيداً.