Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Mar-2018

تراجع واسع للمعارضة في "الغوطة" مع تقدم الجيش السوري
 
بيروت - حققت قوات النظام السوري أمس تقدما ميدانيا جديدا في الغوطة الشرقية المحاصرة، لتستعيد بذلك أكثر من نصف مساحة المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "باتت قوات النظام تسيطر حاليا على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة بعد سيطرتها على بلدتي الأشعري وبيت سوا وعدد من المزارع في وسط وشمال المنطقة. 
وتكثف القوات الحكومية السورية هجوما بدأ قبل أكثر من أسبوعين على الغوطة الشرقية المكتظة بالسكان في مسعى لشطر المنطقة إلى قسمين لتكبيد المعارضة أكبر هزيمة منذ 2016.
وتجاهل النظام السوري كل النداءات والضغوط الدولية لوقف الهجوم على الغوطة الشرقية، ليواصل هجومه على آخر معقل للمعارضة في ريف دمشق محققا المزيد من المكاسب الميدانية.
وتراهن دمشق على الحصار والتجويع والقصف المتواصل لدفع فصائل المعارضة المسلحة للاستسلام أو القبول بحل تفاوضي تحت الضغط العسكري يجبر تلك الفصائل على الخروج من الغوطة الشرقية.
وناشد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية أمس الحكومة السورية الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية الخميس للسماح بدخول قافلة مساعدات تحوي أيضا إمدادات طبية كانت السلطات قد منعت نقلها الإثنين.
وبعث علي الزعتري الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية ومنسق الشؤون الإنسانية الرسالة إلى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وكانت قافلة مساعدات وصلت إلى الجيب المحاصر الخاضع للمعارضة يوم الإثنين الماضي للمرة الأولى منذ منتصف شباط ( فبراير) حين بدأت الحكومة هجوما وحملة قصف مكثفة لاستعادة المنطقة.
وهذه هي ثاني قافلة فقط تصل إلى الجيب المحاصر هذا العام. وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف ساكن يعانون بالفعل من نفاد الغذاء والدواء حتى قبل بداية حملة القصف.
وكتب الزعتري في الرسالة أنه تم حجب الإمدادات الطبية من القافلة يوم الإثنين. وبمجرد وصولها إلى الغوطة لم تتمكن القافلة من تفريغ كامل حمولتها بسبب عدم توقف العمليات العسكرية بالمنطقة.
وقال دبلوماسي غربي في جنيف في معرض تعليقه على انسحاب القافلة السريع "لقد نجت بصعوبة. كان على متنها 83 عامل مساعدات".
وقال الزعتري إن سيارته وسيارات موظفين آخرين خضعت للتفتيش وكذلك حقائب شخصية تخص موظفي العمليات الإنسانية، مضيفا أن الحكومة طلبت استثناء موظفين تابعين لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأضاف المسؤول الدولي أنه ينبغي السماح لكل مركبات الأمم المتحدة وموظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بدخول دوما أكبر مدن الغوطة الشرقية ومعهم الإمدادات الطبية التي منعت من الدخول يوم الإثنين الماضي ودون تفتيش مركباتهم.
وأوضح أنه ينبغي للحكومة "الالتزام بوقف إطلاق النار في كل منطقة الغوطة الشرقية خلال دخول القافلة الإنسانية وخلال وجودها في المنطقة".
وكان مجلس الأمن الدولي أقر في 24 شباط ( فبراير) قرارا يطالب بوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية لمدة 30 يوما، لكن الحكومة وروسيا حليفتها الرئيسية تجادلان بأن الهدنة لا تشمل المعارضة المتمركزة في الغوطة الشرقية. ودعت روسيا إلى وقف يومي لإطلاق النار لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية، لكن الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية لاستعادة المنطقة ما يزال مستمرا.
وعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة مغلقة حول عدم احترام وقف اطلاق النار الذي تقرر في 24 شباط ( فبراير) لمدة شهر في سورية وذلك بطلب من فرنسا وبريطانيا بهدف ممارسة ضغوط على روسيا.
وشارك المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جنيف عبر الفيديو في الاجتماع "العاجل".
ولم يشارك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك بسبب السفر إلى لندن، لكن دائرته كانت ممثلة بمسؤول رفيع المستوى.
وقبل الاجتماع، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر في إشارة إلى روسيا وإيران "إنه لأمر ملح مواصلة الضغوط على من يملك تأثيرا على النظام السوري".
وبعد عشرة أيام من اعتماد قرار الأمم المتحدة وقبل اجتماع جديد حول سورية سيكون عاما الاثنين المقبل مع كلمة للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، من المتوقع أن يطالب سفراء بعض الدول بتطبيق الهدنة المطلوبة.
وتابع ديلاتر أنه من الضروري أيضا أن توافق دمشق على التصاريح اللازمة لأي قافلة إنسانية "وهذا ليس هو الحال الآن. من المستحيل عدم التحرك" في مواجهة "الوضع الدراماتيكي" السائد في سورية، خصوصا في الغوطة الشرقية.
وعبر عن أسفه لأن "المدنيين هم أول الضحايا" وأن الهجوم البري والجوي في الغوطة الشرقية ما يزال مستمرا.- ( وكالات)