Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Feb-2018

التعليم التقني: واقع وطموح (2 (الإدارة المهنية المتخصصة - د. محمد غيث

 الراي - في المقال السابق توصلنا إلى أن الأردن لديه مقومات كثيرة تؤدي إلى ازدهار مشروع التعليم التقني وأهمها اهتمام ومتابعة جلالة الملك لهذا القطاع ضمن الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية.وقد تم التأكيد على أهمية أن تأخذ الخطة التنفيذية في الحسبان ثلاثة عناصر مهمة وهي الإدارة المهنية المتخصصة ومناهج تقنية مبنية على أسس علمية وعملية ذات مخرجات تعليمية واضحة وموارد بشرية (هيئة تدريسية) مؤهلة في التعليم التقني.سنتحدث في هذا المقال عن العنصر الأول وهو الإدارة المهنية المتخصصة.

من المهام الرئيسية لإدارة قطاع التعليم التقني هو رسم سياسات عامة للتعليم
التقني والمساهمة في اقتراح التشريعات ذات العلاقة وتنفيذ خطط متطورة
لاستدامة نظام التعليم التقني، واصبح من الضرورة بمكان أن يقوم قطاع التعليم
التقني على أسس إدارية حديثة ذات استراتيجية واضحة وعلى رؤية بعيدة المدى على
مستوى سوق العمل المحلي والإقليمي، ووضع الأسس والمعايير العلمية لتقييم
فاعلية السياسات ومدى التقدم ومستوى الأداء.لعل أهم مهام الإدارة أن تضع خطة
تنفيذية منبثقة عن الخطة الاستراتيجية ذات مؤشرات أداء محددة زمنيا وكميا،
ويتضمن ذلك المكونات الأساسية الحديثة للإدارة مثل إدارة المخاطر والجودة والموارد
البشرية والمالية وبطريقة متكاملة مع التركيز على «الاستثمار بالكوادر».بالاضافة الى
انه يجب أن تعطى الإدارة الفرصة اللازمة من حيث الفترة الزمنية الكافية لوضع وتنفيذ
برامجها ومن ثم تقييم آدائها.
إن من يضطلع بإدارة هذا القطاع يجب أن يكون على دراية علمية وعملية بالقطاع
التقني مع الدمج المدروس بين الخبرات الصناعية والأكاديمية وهنا نشير إلى أن الاردن
لديه الخبرات الصناعية ولكنه يفتقر إلى الخبرات الأكاديمية في مجال التعليم التقني
ويعود ذلك إلى أن الغالبية المطلقة من الأكاديميين تخرجوا أو عملوا في جامعات ذات
تعليم تقليدي على العكس من الدول العريقة في هذا المجال مثل كندا وألمانيا
واستراليا وأميركا التي عملت جاهدة على المزج بين الخبرات الأكاديمية والصناعية
بحيث أصبحت قادرة على وضع «إطار الكفاءات» مناسبة في مختلف الصناعات، ففي
أميركا – على سبيل المثال- يشترط لحامل الدكتوراه العمل في الصناعة لمدة ثلاث
سنوات قبل انضمامه للجامعة. الجدير بالذكر أن هذه الدول تطرح -بالإضافة إلى
الدبلوم والبكالوريوس–برامج ماجستير ودكتوراه في التخصصات التقنية الأمر الذي
يعزز هذا القطاع بمؤهلات أكاديمية متخصصة.لازدهار قطاع التعليم التقني يجب على
الإدارة الاستثمار فيه ويكون ذلك من خلال توفير البنية التحتية والتجهيزات التعليمية
اللازمة من أجل تحقيق نجاح حقيقي في هذا التعليم ويجب أن يكون هناك فصل
واضح في التعامل مع القطاع التقني عن التقليدي.
يجب العمل على توسيع وتطوير دور القطاع الخاص والحكومي وتحسين كفاءته في
التخطيط والتنفيذ وضبط الجودة اذ تلعب الإدارة دورا جذريا في الشراكة مع القطاع
الخاص وجذبه من حيث التسهيلات والحوافز من جهة واشراكهم في قيادة دفة
القطاع وتدريب وتشغيل الخريجين من جهة أخرى،كما ويجب على الإدارة العمل على
ابرام شراكات مع مؤسسات دولية ذات العلاقة والاستفادة من خبراتهم في هذا المجال
وأيضا لغايات «المرجعية».
أما من ناحية الموارد البشرية،يجب أن تضع الإدارة معايير للجودة للتعليم التقني وأيضا
في إعداد أعضاء الهيئة التدريسية في كل برنامج دراسي. فيجب أن تعمل على توفير
التأهيل والتدريب المستمر للموارد البشرية الأكاديمية والإدارية من أجل نجاح العملية
التعليمية ومواكبة أساليب التعليم الحديثة وتكون البداية بتقييم مهارات العاملين
والعمل على تطويرها ضمن برامج معدة لذلك.ان اشراك الهيئة التدريسية في وضع
السياسات والخطط التنفيذية ضروري وذلك للاستفادة من طاقاتهم وتراكم خبراتهم
وجعلهم شركاء في الإدارة. كما ويجب أن تضع الإدارة انظمة وتعليمات تحفيزية مثل
تعليمات الترقية للمدرسين تهدف إلى التشجيع على «البحث التعليمي» والبحث
التطبيقي وأن تبني مسارا مهنيا للمدرسين.
ان دور الطلبة والخريجين مهم كشريك و مكمل للإدارة في نظام التعليم التقني من
خلال التغذية الراجعة وأيضا اشراكهم كممثلين في المجالس الحاكمية.بالإضافة إلى
الاهتمام الأكاديمي يجب على الإدارة أن تهتم بصقل شخصية الطلبة ومهاراتهم
التشغيلية والشخصية مثل القيادة وروح الفريق والتفكير النقدي وحل مشاكل العمل
بحيث يمتلك الطالب مهارات تقنية وشخصية تؤهله لدخول السوق والمنافسة فيه.
الجدير بالذكر ان دور الادارة المهنية المتخصصة مرتبط جوهريا مع تطوير المناهج و
الكوادر البشرية من اجل نجاح مشروع التعليم التقني.
mohamed_gaith@yahoo.com