Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Oct-2017

معرض في ميلانو يتيح التعرف عن كثب إلى مسيرة كارافاجو
 
ميلانو - تمكن سكان مدينة ميلانو وزوارها اعتبارا منذ أول من أمس، الغوص في عالم كارافاجو واكتشاف المسار الابداعي لهذا الرسام الايطالي الشهير، من خلال معرض يقام في قصر "بالاتسو رياله" ويستمر حتى نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل، بعنوان "في داخل كارافاجو".
واختارت ميلانو مسقط رأس هذا المعلم في تاريخ الرسم الايطالي (1571 - 1610) توجيه تحية له من خلال جمع عشرين من أهم أعماله مرفقة بعرض متعدد الوسائط يضم صورا بتقنيتي التصوير الشعاعي والأشعة ما تحت الحمراء.
اللوحات مصدرها أكبر المتاحف الايطالية والأجنبية، ومن بينها "العائلة المقدسة مع القديس يوحنا المعمدان" التي أعارها متحف "متروبوليتان" للفنون في نيويورك، و"سالومي مع رأس القديس يوحنا المعمدان" المعارة من "ناشونال غاليري" في لندن أو "مارتا ومريم المجدلية" من معهد ديترويت للفنون.
وتوضح مفوضة المعرض روسيلا فودريت لوكالة فرانس برس "هذا معرض مميز، فبالاضافة إلى إتاحته للجمهور مشاهدة 20 من الروائع الفنية لكارافاجو، وهو رقم مذهل لهذا الفنان"، هو يسمح باكتشاف "مسيرته الابداعية والدخول تاليا إلى أعماق كارافاجو، إلى فكره".
وتظهر اللوحات بالتصوير الشعاعي والأشعة ما تحت الحمراء التغييرات والتصحيحات والتعديلات الفنية على لوحات كارافاجو مع تسليط الضوء على "سلسلة من الصور الخفية". هذه العناصر "أدخلها في بادئ الأمر في صلب عمله لكنها لم تعد تعجبه في ما بعد لأسباب عدة واستغنى عنها"، بحسب فودريت.
وتوضح مفوضة المعرض أنه في لوحة "القديس يوحنا المعمدان" المعروضة عادة في قصر كورسيني في روما وتمثل شابا جالسا يستدير نحو اليمين، "سبب هذه الوضعية لم يكن مفهوما. ومع الصور الشعاعية اكتشفنا أنه يستدير في اتجاه حمل وهو رمز في فن الرسم" غير أن الفنان قرر في النهاية اخفاءه.
وفي لوحة "القديس جيروم متأملا" المحفوظة عادة في دير مونسيرات في برشلونة، الساق اليمنى للرجل المسن هي المغطاة بكمية أكبر من القماش فيما في لوحة "العائلة المقدسة مع يوحنا المعمدان" ملابس مريم العذراء هي التي طالتها تغييرات.
ويسعى القائمون على المعرض أيضا لتقديم إضاءة جديدة على سنوات النتاج الفني المذهل لكارافاجو الذي أحدث في أقل من 15 سنة ثورة في مجال الرسم في حقبته.
وقادت البحوث المعمقة التي أجرتها هيئة المحفوظات في روما إلى إعادة النظر في التصنيف الزمني لأعماله الأولى.
فبعدما كان الاعتقاد سائدا بأن كارافاجو وصل إلى روما في العام 1592، تعود أولى الشهادات عن وجوده في المدينة إلى سنة 1596.
وتقول روسيلا فودريت "هذا الأمر يمثل تسريعا لوتيرة نتاجه الذي لم يحصل في خلال ثماني سنوات بل أربع" كما يحدث "فراغا ممتدا على سنوات أربع" أمضاها الفنان "في السجن على الأرجح" بعدما قتل رجلا في ميلانو.
ويعيد المعرض من خلال أقوال مأثورة للفنان رسم مسيرة "كارافاجو الرجل مع مخاوفه وحالاته العصبية (...) التي تسحرنا في أعماله"، وفق فودريت التي تتحدث عن "شخصية قوية للغاية وشديدة الخصوصية مطبوعة بنوع من الإفراط".
وتضيف المفوضة ان كارافاجو الذي توفي وحيدا عن 38 عاما في منفاه في منطقة توسكانا الايطالية بعدما قتل رجلا آخر خلال عراك، "شخصية آسرة لا تكف عن اذهالنا". - (أ ف ب)