Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Nov-2018

عودة اللاجئين السوريين تأسيس للاستقرار - نبيل الغيشان

 الراي - ما زال السؤال قائما، فتحت الحدود بين الأردن وسوريا، ماذا استفدنا وماذا استفادت سوريا؟ هل سهلت عملية فتح الحدود عودة اللاجئين السوريين؟ وهل أعطت الأمل بعودتهم؟ هل نشط فتح الحدود التجارة بين البلدين وهل أوصلت منتجاتنا الزراعية الى سوريا ولبنان؟

الصحيح إن فتح الحدود لم يكن له اثر يذكر على كل الأهداف التي كنا نطمح لها من إعادة وصل شريان الحياة بين البلدين الشقيقين، ولهذا أسباب كثيرة بعضها معروف وبعضه مجهول.
التلاوم اليوم لا فائدة منه، ولابد من عودة العلاقات الى طبيعتها كمصلحة للبلدين دون النظر للماضي وظروفه وكما قال الرئيس السوري بشار الأسد للوفد النيابي الأردني «لن ننظر الى الخلف».
طبعا هناك معارضون لتلك الانفراجة في العلاقات، وهذا موقف سياسي يهم أصحابه، لكننا نقول بكل وضوح إن مصالحنا الوطنية تقتضي إعادة فتح الحدود والتعامل مع الحكومة السورية، وهو مصلحة أردنية مثلما هو مصلحة سورية.
المركز الروسي يقول إن 15 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن الى بلادهم؟ وهذا رقم مبالغ فيه ولا اعتقد إنه قريب من الحقيقة، إلا إذا كان المركز الروسي يسجل دخول إي سوري الى مركز نصيب باعتباره لاجئا عاد لوطنه. وهذا غير واقعي لأن حركة دخول السوريين الى الأردن موجودة بالاتجاهين، ومنهم تجار ومستثمرون سوريون كانوا يستعملون سابقا الطائرات واليوم عادوا للحدود البرية.
وكذلك ليس صحيحا ما يقوله القائم بالإعمال السوري في عمان بان الحكومة الأردنية تضع عراقيل أمام عودة اللاجئين، لكن في المقابل سوريا لا تهيئ الظروف لعودتهم.
نحن لا ننكر خطأ الحكومة الأردنية بأنها لم تضع للان بند عودة اللاجئين على أجندتها وتكتفي بمقولة «لن نرغم لاجئا على العودة و نحترم العودة الطوعية» متناسية مصلحتها في التخفف من أعباء اللاجئين.
هذا الكلام لا قيمة له في عالم السياسة، فالأصل بحكومة خبرت ملف اللاجئين منذ ما قبل تأسيس الدولة وتعرف تداعياته وكلفه الاقتصادية والأمنية والسياسية ان يكون هدفها الأول إعادة اللاجئين الى ديارهم، وان تضع خططا واضحة وجداول زمنية من اجل تسهيل عودتهم لا من أجل تشغيلهم.
إن عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم مصلحة للحكومة السورية لأنها ستخفف من التدخلات الإقليمية والدولية في سوريا وتقطع الطريق على الكثير من المخططات التي تبني عليها الصهيونية للعب في الإقليم.
المعادلات تغيرت في سوريا وفي الإقليم، فمشروع الدولة في سوريا انتصر والدولة تسيطر على القسم الأكبر من أراضيها، لذا لا بد من العمل أولا من اجل إعادة سوريا الى الجامعة العربية، لان حماية الدولة السورية بحسب بعض العرب من إيران تعني بالنتيجة تقوية علاقاتها مع الدول العربية وفك عزلتها.
وعلى بعض العرب أيضا أن يكفوا عن التماهي مع الأجندات الأمريكية في المنطقة والتي أصبحت تعبر بوضوح عن سعيها لتحقيق الأهداف الصهيونية، في سوريا هذه المرة. وهذا ما رأيناه في التصويت الأخير للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ضد اعتبار الجولان السوري المحتل أرضا سورية. وهو يعاكس مواقف كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عام 1967.
الإدارة الأمريكية اليوم ومعها بعض العرب تربط خروج قواتها من الأراضي السورية بخروج إيران من سورية، وهنا الفرق شاسع بين الحالتين. فقد كان الرئيس الأمريكي رونالد ترمب يصرح بان قواته ستخرج من الأراضي السورية بعد الانتصار على «داعش».
عودة سوريا للعرب لا تقل أهمية عن عودة العرب الى سوريا، فالماضي انتهى والسعيد من اتعظ من تجاربه وتجارب غيره.
انتهى