Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2021

أكاديميون ونقاد يناقشون مشروع »مفاتيح التراث« لـ عبيدالله

 الراي- شروق العصفور

 
عقد منتدى الفكر العربي مؤخرا، لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه أستاذ الأدب والنقد وعميد كلية الآداب والفنون في جامعة فيلادلفيا د.محمد عبيد الله حول مشروعه لتوثيق التراث الحضاري والثقافي عند العرب الذي صدر منه القسم الأول تحت عنوان «مفاتيح التراث: معجم الأديان والمعتقدات والمعارف قبل الإسلام» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بدعم من جامعة فيلادلفيا.
 
وشارك بالمداخلات في اللقاء الذي أداره الأمين العام للمنتدى د.محمد أبو حمّور، أستاذ الأدب والنقد في جامعة الشيخ زايد د.محمد آيت ميهوب، وأستاذ الأدب والنقد بجامعة قطر د.عبد الحق بلعابد، والباحث والمحقق في جامعة الموصل بالعراق عمر السِّنوي الخالدي، وأستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة البلقاء التطبيقية د.إسماعيل القيام، وأستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة مؤتة د.جزاء المصاروة.
 
وأوضح عبيد الله أن المعاجم تُعد كتباً مرجعية يطلق عليها بعضهم «أمهات الكتب»، وذلك لأنها تشكل منطلقاً لدراسات كثيرة متشعبة، وتتطلب الكثير من الوقت والجهد كي يتم تأليفها، اعتماداً على جمع المعلومات وتحليلها وتنخيلها للوصول إلى صورة يطمئن إليها الباحث قبل القارئ، ولتقديم معرفة دقيقة لا لُبسَ فيها. مشيرا إلى أن المعجم يقدم إضاءات حول التاريخ، والحضارة، والحياة العقلية والوعي العربي قبل الإسلام.
 
بدوره، قال أبو حمّور إن هذا المشروع المعجمي يشكل إسهاماً في تعزيز الأسس الثقافية للإنسان العربي المعاصر من حيث إدراك حقائق التراث وفهمها بعمق، وتقوية الانتماء اللغوي كجزء من تقوية الانتماء العروبي أمام تيارات مختلفة ما تزال توجه سهاماً بالاتهام للعقلية العربية على أنها سطحية ضحلة وضعيفة الخيال، وليس لديها القدرة على النظرة التركيبية.
 
من جانبه، أشار ميهوب إلى أهمية المعاجم التاريخية، والبحث الموسوعي والجمع المعرفي في فترة ما قبل الإسلام لكونها فترة مهمشة في الجامعات العربية، ذلك أن المعاجم جسر تواصل بين الأجيال القديمة وأجيال اليوم، وتُعد نقطة توقف ومراجعة لتعامل الباحثين النقدي والفكري المتعالي مع فترة ما قبل الإسلام، وأكد أهمية المعجم في زيادة المعرفة والثقافة، لأنه شامل ومتنوع، ويغطي مجالات واسعة مما يعطينا تصوراً واضحاً عن طبيعة الحياة قبل الإسلام.
 
بينما أوضح بلعابد أن المعجم آلية للتدبر الحضاري والثقافي، وأنه يلبي موضوع التفكير العلمي بصورة كبيرة، ووسيلة عملية للتعبير تساعد على فهم الخطاب الحضاري العربي في سياق تاريخه الثقافي المبكر، ولاستنطاق الموروث المخفي وتوثيقه بشكل علمي، مؤكداً ضرورة بناء استراتيجية سلسة لفهم المعجم، تحتوي على خصائص عدة منها صياغة المفردات المعجمية بصورة بسيطة وكتابة الكلمات الدالة، وتزويد المعجم بمداخل وتنبيهات ترشد القارئ.
 
أما الخالدي فقال إن المعجم يفتح الأبواب لمن يريد الدخول والبحث في التراث العربي البعيد سواء أكان مادياً أم غير مادي، فهو يفتح للناقد جوانب من النصوص المغلقة يستقيم له نقدها، وهي كذلك للمؤرخ والفقيه والمفسر، وأكد ضرورة أن يكتب المعجم بطريقة تمنع الملل عن القارئ، وتغنيه عن تحليل النصوص التاريخية القديمة لاحتوائه على تاريخية المصطلح، وجذره، واشتقاقاته.
 
وأشار القيّام إلى أهمية المعجم والتعامل معه كونه يُعد مدونة موسوعية يبحث العاملين فيه عن المعلومات المدرجة داخله في مصادر ومراجع متعددة للتحقيق والتدقيق قبل إدراجها، مؤكداً ضرورة أن يقوم العاملين فيه بأخذ الوقت الكافي، ومراعاة الدقة اللغوية، وباختيار المداخل للمعجم بصورة حذرة، والبحث والتحقيق والموازنة داخل كل مادة معجمية على حدة، وأن تقوم المجامع اللغوية والمؤسسات التعليمية على تبني المشاريع المعجمية.
 
وأوضح المصاروة من جانبه أن البحث والعمل في المعاجم صعبٌ جداً وخصوصاً إذا كانت الفترة المراد دراستها اندثرت قبل عصر التدوين، وأن الحضارات ومنها الحضارة الإسلامية لم تنمُ وتزدهر بعيداً عن ما سبقها، لذا فهي ليست نقيضاً لحضارة ما قبل الإسلام من الناحية اللغوية والثقافية والاجتماعية، بل هي نتيجة تفاعل وتعايش مشترك يتجلى من خلال الألفاظ المستخدمة فيها، لذا فالعودة إلى تراث ما قبل الإسلام يسهم في دراسة دلالة تطور الألفاظ ويخدم رؤية الباحث بأن يكون المعجم تاريخيا وحضاريا.