Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2019

جدران مدارس بالأغوار الوسطی: کتابات تخدش الحیاء العام

 

حابس العدوان
الأغوار الوسطى-الغد-  في الوقت الذي یبدي فیھ سكان استیاءھم من الكتابات التي تملأ جدران المدارس، باتت كلمات الھیام والغرام والعبارات الخادشة للذوق العام والحیاء تشوه حواضن التربیة والتعلیم.
وفیما یرى أخصائیو علم نفس ان ھذه العبارات تعكس ما یدور داخل اسوار المدارس من سلوك فردي لبعض الشباب ناجم عن الكبت الأسري والاجتماعي، لعدم وجود مساحة من الحریة للتعبیر عما یجول في خواطرھم وینفس ما في داخلھم من طاقات، عبر كتابات تتراوح بین القدح والذم والعشق والھیام، وصولا إلى عبارات تخدش الحیاء العام.
ویبین الاخصائي النفسي ایمن العدوان، ان ھذه الكتابات ھي وسیلة لایصال الرسائل للآخرین، خاصة ممن لا یملكون القدرة على التعبیر الحر وإخراج ما في داخل صدورھم علانیة، لافتا الى ان احد اھم طرق العلاج ھو التوعیة المدرسیة وبناء علاقات متوازنة، ومد جسور الثقة بین طلبة المدارس ومعلمیھم وادارات مدارسھم.
ویؤكد العدوان على ضرورة تطویر البیئة التعلیمیة، من خلال زیادة الأنشطة اللامنھجیة، التي تسھم في تفریغ الطاقات الكامنة والشحنات السلبیة التي في دواخل الطلبة، مشددا على اھمیة تعزیز الاتجاھات الایجابیة لدى طلبة المدارس، من خلال التواصل مع الاسر ودعمھا في توعیة الابناء.
ویرى الشاب رافت ابوسلیم، ان ھذه الظاھرة خطیرة لأنھا تحمل عبارات سیئة ومخلة بالآداب وتروج لنشر ثقافة غریبة على مجتمعنا، خاصة في ظل العجز عن ایجاد حلول ناجعة لمحاربتھا، لافتا إلى ان ھذه الكتابات ناتجة عن رغبة بعض الشباب في التعبیر عن ذاتھم ومكنونات انفسھم.
ویوضح ان على الجھات المعنیة ایلاء الشباب اھتمام اكبر، من خلال انشاء المراكز الشبابیة والاندیة، التي تعنى باقامة الانشطة الریاضیة والاجتماعیة والفكریة للحد من ھذه الظاھرة، مضیفا انھ یجب ملء الفراغ الذي یعاني منھ الشباب وخاصة طلبة المدارس وصغار السن، لثنیھم عن القیام بھذا الفعل المشین.
من جانبھ یؤكد مصدر تربوي، ان ما یكتب على جدران المدارس لیس بالضرورة ان یكون بایدي الطلبة، لان مثل ھذه الافعال لا تنحصر في طلبة المدارس فقط، مضیفا ان المدارس تبذل جھودا كبیرة لزیادة الوعي والتثقیف لدى الطلبة، للحد من ھذه الظاھرة.
ویبین المصدر أن غیاب القدوة وعدم مبالاة الاھل لسلوك أولادھم، سواء داخل البیت أو خارجھ یدفع بعض الأبناء إلى ارتكاب ھذه السلوكیات، لأنھم یدركون أن لا احد یحاسبھم ولا رقیب علیھم، مشددا على ضرورة تضافر كافة الجھود سواء المدرسة او المنزل او مؤسسات المجتمع المدني لتوعیة الشباب، اضافة إلى اشغال اوقات فراغھم في اشیاء مفیدة من المراكز والأندیة بما یعود علیھم وعلى مجتمعھم بالمنفعة.
وتلفت مدیرة مركز الامیرة بسمة للتنمیة البشریة / الشونة الجنوبیة رندا الصرایرة، إلى ان الحلول إلى الآن غیر ناجعة وتقتصر على اعادة طلاء جدران المدارس، مبینة ان المركز ومن خلال المبادرات التي ینفذھا قام بدھان اسوار المدارس، الا انھا ما لبثت ان امتلأت بالكتابات من جدید ما دفعنا إلى تنظیم مبادرة جدیدة.
وتشیر إلى ان المركز یقوم عادة بإشراك الشباب والفتیات في المبادرات التي ینفذھا، بھدف تنمیة وتعزیز المفاھیم الخلاقة لدیھم ونبذ الافكار السلبیة وبناء قدراتھم، لیكونوا فاعلین في مجتمعھم، مضیفة أن تفریغ الطاقة الموجودة داخل النفوس الناشئة وتوجیھھا نحو الخیر، أحد اھم عوامل النجاح لمكافحة مثل ھذه الظاھرة، لان الجدار في ظل غیاب مثل ھذه الوسائل یبقى المتنفس الوحید والأسھل والأرخص لإیصال ما یریدونھ من رسائل.