Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2017

الخطاب الملكي والجرأة المعهودة - هشام عزيزات
 
الراي - لا يستطيع احد ايا كانت مسؤوليته السياسية ان يلقي خطابا فيه كل الجرأة وكل الوضوح ,الا اذا كانت خلفيته ومخزونه المعرفي خصب ومتجدد وقبل ذلك كله قادر على توظيف قدراتة كمسؤول مسؤولية من الدرجة الاولى ومجرب وعارف بالمفاصل المهمة للسياسات الدولية وما يؤرقه كملك مسؤول على مصائر شعبه اولا وشعوب المنطقة الواقعة تحت نير الاحتلال تارة ونير الكراهية والبغضاء تارة اخرى وتارة القلق من المستقبل وعلى المستقبل.
 
ففي واشنطن كان الملك عبدالله الثاني احد امهر السياسيين في العالم وربما اذكاهم ففي الوقت الذي كانت فيه واشنطن وكل ويلات الولايات المتحدة الامريكية والعالم تنشغل وبصخب وضجيج لافت بالاوامر والقرارات الرئاسية الامريكية فيما يتعلق بالهجرة والمهاجرين لامريكا وفي بداية عهد رئاسي اشكالي جديد وظب الملك اجندة الزيارة الملكية واوراقها السياسية واعاد الادارة الامريكية الى مربعها الاول. 
 
فالملك اعاد سواء في خطابه بعناوينه الاثني عشر اللافتة بضرورة نبذ ربط مزاعم المتطرفين واكاذيبهم عن الاسلام وصولا الى اهم عنوان بالحاجة الملحة لتعاون امني حيوي وضرورة السيطرة على ساحة الحرب الفكرية المخاضة بشراسة بين معسكري التطرف وما يبثه من سموم الكراهية ومعسكر الاعتدال والتعايش والوئام بين الثقافات والحضارات والاديان حيث كانت هذه المحاور مضمون مشاركته الفاعلة في حفل افطار الدعاء الوطني وخطابه هناك.
 
والى مباحثات الملك مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب التى انتزع من خلالها موقفا سياسيا متقدما من واشنطن يرى في الاستيطان عقبة كأد أمام السلام وفي الوقت الذي يستعر فيه الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة وهو موقف لا يستهان به الى اعتراف الادارة الامريكية وهي في بدايات عهدها وانشغالاتها المحلية حرصها على امن الاردن واستقراره.
 
هنا الذكاء الملكي يفرض حضوره وهنا المهارة السياسية تتجلى حين اشر عبدالله الثاني الى ان الوضع الحالي ليس ناقصا فحسب ولكنه في الواقع غير مستقر فهناك تناقضات متعددة والوان من الغموض في اطار العمل الحالي.
 
وعلينا اما ان نتحرك ونحرك الفاعلين في السياسة الدولية واما ان نعود القهقرى ونتلذذ احيانا بتخبط الادارة الامريكية الجديدة او نأسف ونتحسر ونتشتت في مربعات عديدة على ايقاع تشتتها واستغلال «اسرائيل «هذا التششت بالتوسع بالاستيطان او ايذاء الاردن كلما عن على بالها ان الاردن قابل ان يصدر اليه ازماتها.