Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2018

نقول لـ «ترمب»!! - صالح القلاب

الراي -  من موقع المختلف وليس من موقع المعادي والحاقد نقول للأميركيين عموماً وللإدارة الأميركية تحديداً إنّ ما أقدم عليه الرئيس دونالد ترمب بالنسبة للقدس هو إهانة للوجدان العربي والإسلامي وبالطبع للمسيحي، وآثار هذا إنْ هي لم تظهر الآن وفي الفترة القريبة المنظورة فإنها ستظهر بالتأكيد في فترة لاحقة، ولعل ما لا يعرفه الأميركيون إنْ ليس كلهم فمعظمهم أنَّ هناك بيت شعر عربي يقول في شطره الأول: «لن ينام الثأر في صدري وإن طال مداه»!!.

إنَّ إهْداء القدس للإسرائيليين، الذين لا علاقة لهم بهذه البلاد إلا باعتبارهم مشروعاً إستعمارياً كأي مشروع استعماري آخر في أي مكان في الكرة الأرضية، هو إهانة للوجدان العربي وإهانة الوجدان هي أكثر الإهانات إيلاماً وستبقى الأجيال تحملها لسنوات وعقود طويلة وإلى أن تأتي لحظة الثأر التي هي ستأتي لا محالة فإن كل إسرائيلي سيلعن اللحظة التي سمع فيها بإسم ترمب.. وأيضاً باسم الولايات المتحدة.
ربما أن ترمب عندما أقدم على هذه الخطوة، التي سيتم الرد عليها ولو بعد ألف عام، قد إنطلق من أن الفلسطينيين.. وبالتالي العرب كلهم مثلهم مثل الهنود الحمر، وأن الإسرائيليين هم الأوروبيون البيض الذين إسْتهدفوا هذه القارة «البِكْر» بغزو متلاحق فأصبحت باعتبارها أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض.. وهذا نصْبٌ واحتيالٌ وتزويرٌ للحقائق الماضي منها والحاضر.. والمعروف أن «التزوير» لا يمكن أن يصمد أمام حركة التاريخ وخاصة في فلسطين التي مرَّ عليها غزاة كثر ولكنها في النهاية بقيت عربية وهي ستبقى عربية.. وهذا بالتأكيد لا يعرفه رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
لقد بقي الغزاة الفرنسيون، الذين استغلوا لحظة تاريخية مريضة كاللحظة التاريخية التي جاء فيها المستعمرون اليهود من بلدانهم التي كانوا استوطنوها بعد إنهيار مملكة الخزر، في الجزائر لأكثر من مئة وثلاثين عاماً لكنهم في النهاية غادروها هروباً بعد إنتصار ثورة المليون ونصف المليون شهيد وحقيقة أن هذا يجب أن يفهمه ويدركه الإسرائيليون الذين سيواجهون هذا المصير نفسه، إن هم بقوا يستغلون ظروفاً هي بالتأكيد طارئة وزائلة وحتى لو تسلح كل واحد منهم بألف قنبلة نووية.
أنا لا أراهن على أوهام وهذه هي القناعة المترسخة في وجدان كل عربي وكل مسيحي ومسلم فالرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي جاء أجداده من ألمانيا وفقاً لمعادلة، إن هي لم تنطبق على أميركا فإنها تنطبق بالتأكيد على فلسطين، تقول:
«أعطي من لا يملك لمن لا يستحق» وهكذا فإنه على الإسرائيليين، الذين يغرقون في بحر من الأوهام الزائلة والزائفة، أن يضعوا في حساباتهم أن التاريخ في حركة مستمرة، وإنه لن يتوقف عند أي لحظة تاريخية عابرة ولذلك فإنه عليهم أن يقبلوا بهذا الذي يعتبرونه قليلاً لأنهم إن هم لم يقبلوا به فإنهم سيخسرونه ومعه هذه الهدية المتفجرة التي أهداهم إياها رئيس الولايات المتحدة!!.