Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2018

المكتبة الوطنية تستضيف مشروع روايات الشفهي لعلاقته بالذاكرة البشرية
الدستور - ياسر العبادي -
استضافت  دائرة المكتبة الوطنية وبالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى  في الأردن والمعهد الثقافي الألماني غوتة – حفل مشروع روايات التاريخ الشفهي وبحضور السفير الفرنسي السيد دافييد برتولوتي ونائب السفير الألماني السيدة أولا برونك هورست ومدير عام دائرة المكتبة الوطنية بالوكالة فراس الحديد.
فراس الحديد في كلمته الافتتاحية قال: إن التاريخ الشفهي الذي يمتد إلى مختلف العلوم والمجالات من الجغرافيا الى الموسيقى والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية  يشكل رافداً مهماً للحياة في الأردن ويسير جنباً إلى جنب مع التاريخ الوثائقي، فهو يعتبر مكملاً لما ورد في الوثائق عن حقبة معينة وأحياناً يعتبر مصححاً ومدققاً لها.
وبيّن أنه يجب الاهتمام بتدوين التاريخ الشفهي وتوثيقه لعلاقته الوطيدة بالذاكرة البشرية والتي تتراجع مع مرور الزمان ويطويها النسيان؛ ما يشكل تهديداً لاندثاره وضياعه؛ ما يستوجب تنفيذ مشاريع عاجلة لحمايته وصيانته وتدوينه وتحليله وربطه بالوثائق المتوفرة، مشيرا إلى أن دائرة المكتبة الوطنية تعمل من خلال مديرية الوثائق على حفظ الوثائق والصور والتي تشكل التاريخ السياسي للدولة، حيث تتضمن مقتنيات الدائرة حوالي مليون و»200» الف وثيقة و»246» ألف صورة تقوم الدائرة بفهرستها وتصنيفها ومسحها الكترونياً واتاحتها على الموقع الالكتروني للدائرة لتكون مرجعاً للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ المملكة.
وأضاف الحديد: بأن الدائرة  قامت من خلال مشروع إعادة كتابة تاريخ الأردن والذي استغرق ما يقارب تسع سنوات بجمع حوالي «275» الف وثيقة من مختلف المؤسسات مثل الديوان الملكي الهاشمي العامر ورئاسة الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة والعديد من المؤسسات الأخرى، كذلك قامت الدائرة من خلال توقيع مذكرات التعاون مع العديد من المؤسسات مثل مؤسسة سكة الحديد ومدارس السلط والكرك وغيرها بالحصول على وثائقها وسجلاتها، مبينا أن الدائرة ستقوم وبالتعاون مع مديريات الثقافة في المحافظات من خلال مبادرة «ذاكرة وطن» بجمع الوثائق الموجودة بأيدي الأفراد من مختلف مناطق المملكة حتى يتوفر لديها سجل وثائقي متكامل يؤرخ للمملكة الأردنية الهاشمية في مختلف مراحلها لتبقى بحق ذاكرة الوطن كما أراد لها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أن تكون، مضيفاً ان توثيق التاريخ الشفهي عن حقبة الحرب العالمية الأولى في المنطقة سيشكل رافداً جديداً لمصادر المعلومات المتوفرة حول تلك الفترة.
من جهته قال السفير الفرنسي السيد دافييد برتولوتي  إن هذا المشروع فريد لجمع أجزاء التاريخ الشفهي فيما يتعلق بالحرب العالمية الأولى ويحدث لأول مرة في الأردن، مبيناً ان مشروع «ذاكرتنا» يهدف الى جعل الروايات المختلفة الخاصة بمرحلة الحرب العالمية الأولى متاحة في مناطق مختلفة من الأردن حيث يركز هذا المشروع على التجارب الشخصية والفردية في اطار الحياة اليومية ، وان ارشفة التاريخ الشفهي تشكل جزءاً أساسياً من التعليم .
وبيّن أن المشروع هو تعاون بين مؤسسات فرنسية وألمانية وأردنية، وأنه تم تنفيذ هذا المشروع بمناسبة الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى لما لهذا التاريخ أهمية بالنسبة للعالم بأسره، كما أن هذا المشروع يبين أهمية السلام خصوصاً في هذه الأوقات العصيبة.
وقالت القائمة بأعمال السفير الألماني السيدة أولا برونك هورست أن للتاريخ الشفوي أهمية قصوى بالنسبة للتراث الثقافي من أجل الحفاظ على الهوية الاجتماعية والثقافية  فالشهادات غير المادية هي جزء من التراث الثقافي وتستحق أن تدون وأن يتم الحفاظ عليها، مشيرة إلى أن المكتبة الوطنية هي أول مؤسسة تحمل على عاتقها جمع الذاكرة الوطنية الجمعية في ألمانيا.
وقال السيد مالك التريقي مقدم ومنتج تنفيذي للفيلم الوثائقي «الحرب العالمية في عيون العرب» عن الحرب العالمية الأولى وعن دور العرب فيها وأن التغطية الإعلامية العربية لذكرى الحرب غير موجودة أو حتى في  كتابات العرب رغم الآلام التي عانوها والمجاعات التي حدثت آبان الحرب ورغم أن اثارها هي التي صنعت العالم الحديث من اتفاقية «سايكس –بيكو» ، «سان – ريمو» التي قسمت الدول العربية، مشيرا إلى أن  الحرب رغم أنها غير موجودة من ناحية المؤرخين العرب والكتاب والأدباء الا انها موجودة في وجدان العرب من ناحية الشعر والرثاء والأهازيج التي توثق معاناتهم اثناء الحرب
وقام بعرض فيديو لتحقيقات قناة الجزيرة عن الحرب العالمية الاولى بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاق الحرب العالمية الأولى تم فيه عرض مقابلات مع بعض ممن عاشوا في تلك الحقبة ووصفوا فيها معاناتهم مع الحرب
وفي نهاية الحفل قام مجموعة من الطلبة الذين شاركوا في اجراء مقابلات وتسجيلها بعرض مشاريعهم التي ساهموا فيها في عملية التوثيق الشفوي للحرب العالمية الأولى وهم طلاب من جامعة اليرموك، الجامعة الأردنية، جامعة مؤتة و جامعة الحسين بن طلال.