Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2019

مفاجآت الانتخابات الإسرائيلية وما بعدها* د.باسم الطويسي

 الغد-تمضي الانتخابات التشريعية الإسرائيلية إلى يومها الاخير الثلاثاء القادم ، بعد شوط طويل من المنافسة الضارية بين مرشحي اليمين المتشدد بنيامين نتنياهو وتيار الوسط بيني غانتس ، آخر استطلاعات الرأي المسموح بنشر نتائجها يوم الجمعة الماضي تشير الى احتمالات تقدم غانتس بين 28-32 مقعدا مقابل 26 – 27 مقعدا لحزب الليكود بقيادة نتنياهو ، ومع هذا تذهب السيناريوهات الى انه مع هذه النتيجة فإن نتنياهو الاوفر حظا لقيادة وتشكيل الحكومة الجديدة ، نظرا لعدم قدرة تيار الوسط على تشكيل تحالف يضم اكثر من 61 مقعدا علاوة على ان القوة السياسية التي تعكسها حصة كل حزب او تيار يتوقع ان تكون اكثر تشتتا . وهذا السيناريو غير حتمي ويمكن ان تحمل هذه الانتخابات مفاجآت أخرى . 

ذهب رئيس الحكومة الاسرائيلي الى حل الكنيست واجراء انتخابات تشريعية مبكرة على خلفية اسباب عدة معظمها داخلية وليست خارجية كما يشاع، أبرزها الاستقالات التي لحقت بحكومته والمتمثلة في استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان في نوفمبر 2018 والتي اضعفت تحالف الليكود ، كما هو الامر في فشل الحكومة في تمرير بعض القوانين من الكنيست وصولا الى قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو نفسه ؛ ملف الفساد مربك جدا لقيادة الليكود فقد اعلن النائب العام الاسرائيلي قبل شهر من الانتخابات عن ملف جديد سيكون موضع تدقيق ، وقبل اسبوع من الانتخابات اعلن باحثون اسرائيليون ان الليكود متورط باستخدام حسابات زائفة على الإعلام الاجتماعي في الحملة الانتخابية . 
خلال الاشهر الثلاثة الماضية شهدت الحياة السياسية الاسرائيلية حراكا واسعا جاء على شكل تفكك بعض الاحزاب وتفسخها وخلافات حادة داخل احزاب وتكتلات تقليدية واخرى جديدة، ما جعل الوجه السياسي للنخب المتصارعة والمتنافسة غير واضح المعالم ، وبالتالي فهذه الانتخابات تجري بلا ايديولوجيا وتكاد تكون ايضا بلا برامج سياسية ، فحزب الليكود يخوض الانتخابات هذه المرة بدون برنامج سياسي ، وقائمة غانتس ببرنامج من بند واحد هو اسقاط بنيامين نتنياهو . 
بقيت السيناريوهات الاسرائيلية تدور حول سيناريو الليكود واحتمالات بناء تحالف للاحزاب اليمينية والدينية مثل “اليمين الجديد” واتحاد أحزاب اليمين المتطرف ، والسيناريو الثاني يدور حول تحالف آخر لأحزاب الوسط، ووسط اليمين يستفيد من الانقسامات التي شهدتها الاحزاب والتيارات السياسية في الفترة الأخيرة .
السيناريو الاكثر أهمية ، وربما يكون مفاجأة الانتخابات الاسرائيلية يتمثل في الوصول الى صيغة ما يسمى ( حكومة الوحدة الوطنية ) اي بناء تحالف توافقي من الاحزاب الكبرى ، هذا السيناريو ازداد الحديث حوله مؤخرا ويرتبط باحتمالات طرح تسوية نهائية للصراع العربي – الاسرائيلي وفق ما يسمى صفقة القرن التي يتبناها الرئيس الاميركي دونالد ترامب وحسب محللين اسرائيليين فإن عشرات مراكز البحث ومجموعات التفكير قد اتفقت منذ سنوات طويلة على ان تمرير اي اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين لن يتم الا من خلال حكومة ( وحدة وطنية ) ومن المتوقع وفق هذا السيناريو أن تذهب الحكومة الاميركية إلى إطلاق هذه الصفقة قبيل نهاية العام تكون الحكومة الاسرائيلية قد اشتد عودها وبنت أذرعها السياسية، في هذا الوقت يبدو الجانب الآخر من الصفقة التي يريدها ترامب قد حان بالفعل ، حيث ستكون الانتخابات الاميركية للولاية الثانية على الأبواب ، وسيكون ترامب بحاجة ماسة الى انجاز تاريخي على صعيد السياسة الدولية لكي يضمن انتخابه للمرة الثانية . المسألة تكمن كيف تمارس الدول والنخب السياسة .