على النقيض من الإيجابية هناك السلبية التي تكبل حياة البعض وتجعلهم يتجاهلون الخيارات

العديدة المتاحة في الحياة أمامهم. السلبي هو شخص مصر على إغلاق العالم الخارجي من حوله وهو مبرمج لرد المشاعر وتفسير المواقف بسلبية وسوداوية مطلقة.

 

السلبي هو شخص يجعل قوائم أهدافه ضيئلة وأحلامه مغلفة بالخوف وعدم التأكد وفقدان الرضا وقد يستهلك صحته بالغضب والسخط من الأحداث وظروف الحياة مما يقف حائلاً بينه وبين ما يريد تحقيقة من اعمال، ومع الوقت يتحول لشخص غاضب ساخط مشلول التفكير كسول فاقد الهمة والشغف بالحياة.

 

لو أجرينا مقارنة بين مجموعتين من الأشخاص مصنفين الى إيجابي وسلبي سنجد أن الإيجابي هم نقيض السلبي من البشر.

إن الإيجابي يملك الرضا ويجمع خيوط الفرح من أبسط الأحداث ولديه قائمة كبيرة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها، كما أن احساسه بما يدور حوله أعمق وأفق تفكيره أوسع ولديهم العديد من المهارات والقدرات فالعقل الإيجابي يختزن قائمة من الاحتمالات والبدائل المتنوعة.

 

الإيجابية ليست مجرد كلمة تقال هي سلوك ومنهج يساهم في تنمية الأداء العقلي والجسدي الخاص بكل أنسان. إن التفكير الإيجابي هو الموقف العقلي والعاطفي الذي يركز على الجانب المشرق للحياة ويجعل الشخص يتوقع الصحة والنجاح وهو إحساس يبث حسن النية والسعادة.

من قال أن السعادة منوطة بالآخرين أو بما تملك من ماديات الحياة!

 

لقد آن لنا أن ندرك حقيقة مهمة وهي أن السعادة هي مقدمة النجاح وليست بالضرورة نتائجه. وقد يتسأل البعض هل تتغير المواقف والأفكار بين عشية وضحاها وكيف يمكن أن أصبح شخصاً إيجابيا!

وهنا سأدرج بعض من الأفكار التي تساعد على تحويل العقل نحو الإيجابية وهي التالية الذكر.

 

أولاً أقرأ عن موضوع التفكير الإيجابي وأقنع نفسك بتجربة ذلك فكل خطوة لتغيير نمط الحياة أو التفكير تبدأ من داخل شخص ما. فكر كثيراً بما كسبت بالحياة وليس بما خسرته، تجاهل ما يقوله الآخرين عنك وأستخدم خيالك لتصور المواقف المواتية والمفيدة، أكثر من إستخدام الكلمات الجميلة في الحوارات الخاصة بك عند التحدث مع الآخرين، حاول أن تحافظ على الأفكار الجيدة والسعيدة في عقلك وأبتسم أكثر. إن تبني التفكير الإيجابي كمنهج سيغير حتماً أفعالك نحو الآخرين ونحو نفسك.

 

على الفرد أن يعثر على طريقة لبناء السعادة والمشاعر الإيجابية في حياته سواء كان ذلك من خلال التأمل أو الكتابة أو ممارسة الرياضة. أحياناً دقائق قليلة تساهم في إنخفاض الإجهاد وتبعث الإبتسامة وتشرع باب العاطفة والتفكير الإيجابي.

 

المثالية ليست موجودة بالحياة جميعنا نخطئ ونفشل لكن علينا تحويل الفشل الى دروس. لا تكترث للماضي فكر في الغد واستمتع في الحاضر. ابحث عن الأصدقاء الإيجابيين، ولا بأس بالفكاهة في حالات الضيق والكدر. وأخيراً ليكن كل منا كالنحات البارع القادر على تشكيل الجمال والفرح وترك الحزن والسلبية بعيداً عن النفس والروح.

A_altahe68@hotmail.com