Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jun-2017

السعودية تبايع الأمير محمد وليا للعهد وواشنطن تضغط لحل أزمة قطر

 

الرياض - بايعت السعودية الأمير محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وليا للعهد، في خطوة تعزز نفوذ الأمير الشاب في المملكة النفطية وتضعه في موقع الحاكم الفعلي، ولو من خلف الستار.
وبدأ العهد الجديد للأمير الشاب بضغط أميركي للدفع نحو ايجاد حل للازمة مع الجارة قطر، حيث دعت واشنطن الدول المقاطعة للدوحة إلى تقديم مطالبها، طارحة نفسها وسيطا في الخلاف الدبلوماسي الاكبر في المنطقة من سنوات.
وجاءت مبايعة الأمير محمد (31 عاما) في وقت تواجه السعودية سلسلة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، وعلى راسها، إلى جانب أزمة قطر، النزاع في اليمن المجاورة وتداعيات انخفاض اسعار النفط.
وبعدما اصدر الملك سلمان امرا ملكيا بتعيين نجله وليا للعهد خلفا للامير محمد بن نايف الذي اعفي من مناصبه، جرت مراسم المبايعة الرسمية ليل الاربعاء الخميس في قصر الصفا في مكة المكرمة.
وجلس الأمير أمام عشرات الامراء والمسؤولين السياسيين والعسكريين وشيوخ القبائل. وتحدث مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وقال "هذه البلاد العظيمة ينبغي المحافظة على كيانها لا من حيث الدين ولا من حيث الأمن ولا من حيث الأخلاق والاقتصاد ولا من حيث الأمن".
وأضاف "يجب علينا أن نكون يدا واحدة في هذه البلاد المباركة لنحميها من كيد الكائدين فإنها مستهدفة كل استهداف لما فيها من الخير العظيم والكبير، لنكون يدا واحدة إن شاء الله وصفا واحدا". وختم "نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
ثم قام ولي العهد الجديد بمصافحة الحاضرين الواحد تلو الاخر.
والبيعة هي موافقة مجموع القبائل وتسليمها بالامر والطاعة لولي الأمر الجديد. وعين الأمير محمد بتصويت 31 عضوا في "هيئة البيعة" من أصل 34، بحسب ما أورد تلفزيون "الإخبارية" السعودي.
وتعنى "هيئة البيعة" باختيار ولي العهد بأكثرية أعضائها. وأنشأها الملك الراحل عبدالله بعد إجراء إصلاح العام 2006 من أجل تأمين انتقال سلمي للحكم، والحؤول دون أي خلافات ممكنة داخل الأسرة عند استحقاق الانتقال الى حكم أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز.
وتضم الهيئة 35 أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد.
سطع نجم الأمير محمد غداة تعيينه في منصب ولي ولي العهد قبل عامين، بعد أشهر قليلة من تسلم والده مقاليد الحكم مطلع العام 2015 إثر وفاة الملك عبدالله.
وسعى إلى تطبيق اصلاحات اقتصادية واجتماعية في المملكة. وهو يتسلم مهام نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران، في وقت تقود المملكة حملة عسكرية في مواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن.
كما يتولى رئاسة الديوان الملكي، وهو مستشار خاص للعاهل السعودي، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيس المجلس الاعلى لشؤون البترول والمعادن المشرف على إدارة شركة "أرامكو" عملاقة النفط السعودي.
والامير محمد صاحب "رؤية 2030" الطموحة التي تهدف الى تنويع الاقتصاد عبر التقليل من الاعتماد على النفط، وجذب استثمارات في قطاعات اخرى بينها الترفيه في دولة اكثر من نصف سكانها دون سن الـ25.
وبتعيين نجله وليا للعهد، يكون الملك سلمان أكد بأمر ملكي افساح المجال للانتقال إلى حكم جيل شاب.
وقال وزير الطاقة خالد الفالح الله ان وزارته مصممة على "مواصلة الجهود المخلصة،التي تصاعدت في إطار رؤية المملكة 2030، وبرامجها التنفيذية لتحقيق أهداف وآمال القيادة الحكيمة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية.
واضاف "أُبايع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بولاية العهد، على كتاب الله وسُنة رسوله، وعلى السمع والطاعة".
وتلقى الامير محمد اتصالات تهنئة هاتفية من العديد من قادة الدول بينهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
كما تلقى رسائل تهنئة من عدد من المسؤولين العرب والاجانب بينهم امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي عبر في برقية عن أمنياته بمزيد من التطور "للعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين".
جاء هذا التطور السياسي البارز في المملكة على خلفية أزمة عميقة بين قطر من جهة والسعودية وحلفائها من جهة أخرى، بعد قطع الرياض العلاقات مع الدوحة في 5 حزيران (يونيو) واتهامها بدعم "الارهاب" والتقرب من ايران، الخصم الاقليمي للسعودية.
وسيلعب ولي العهد الجديد دورا بارزا بالتاكيد في إدارة هذه الأزمة غير المسبوقة في العلاقات بين دول الخليج العربية.
وفي هذا السياق أعلن البيت الابيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصل هاتفيا بولي العهد الجديد وهنأه بتوليه هذا المنصب، وناقش معه مسألة الخلاف الدبلوماسي مع قطر.
وقد صدرت من الإدارة الأميركية إشارات متضاربة حيال هذه الأزمة. وإذا كان ترامب ردد في البداية موقفا داعما للرياض، إلا أن وزارة الخارجية اتخذت منحى آخر.
ومساء الاربعاء أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ان السعودية وحليفاتها من الخليج اعدوا قائمة مطالب من قطر لحل الازمة الدبلوماسية. وقال "نأمل أن يتم تقديم لائحة المطالب الى قطر في وقت قريب، وان تكون معقولة وقابلة للتحقيق".
وأضاف في بيان "نفهم انه تم اعداد لائحة مطالب بالتنسيق بين السعوديين والإماراتيين والمصريين والبحرينيين".
ولفت الوزير الأميركي إلى استعداده للقيام بدور الوسيط إذا فشلت الاتصالات الإقليمية، مشيرا في الوقت نفسه الى انه يدعم حاليا الجهود التي تبذلها الكويت. كما شدد على ضرورة "الوحدة" بين دول الخليج من اجل "ان نركز كل جهودنا على مكافحة الارهاب". - (ا ف ب)