Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Oct-2018

العولمة وتنمية الموارد البشرية - د.محمد الرصاعي

الراي -  من المؤكد أنَّ الدول العربية وشعوبها تسعى نحو تحقيق إنجازات تنموية واعدة تغير من الحالة السائدة في معظم هذه الأقطار والتي بينت تقارير التنمية البشرية تواضع جميع المؤشرات في مجالات التنمية في العالم العربي، لذلك قد تهيء العولمة فرصاً جديدة للعالم العربي لانتهاج خطط تنموية فعالة، وسياسات جديدة ثبت جدواها ونجاحها في الدول الكبرى ذات التجارب والمشاريع التنموية الرائدة، وتتميز دول العالم العربي بالكثافة العددية للسكان وزيادة نسبة الشباب، وهذا ما يجعل التفكير في كيفية الاستفادة من حركة العولمة والتواصل البشري المتنامي في تطوير وتأهيل هذه الموارد البشرية ضرورة بالغة الأهمية.

العولمة ظاهرة عالمية معقدة وذات تأثير سريع الوصول وهي حركة إنسانية تمثل تدفق وانتقال الثقافات، والقيم، والمعرفة، وأنماط السلوك، والتكنولوجيا، عبر الدول والمجتمعات، بفعل التطور المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنمو المذهل في وسائل المواصلات، إضافة إلى انتهاء الصراع الدولي بين النظام الديمقراطي والنظام الاشتراكي الذي أسفر عن سقوط الشيوعية.
ولقد أحدثت العولمة تأثيراً كبيراً على معظم أبعاد التنمية ومجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في كثير من دول العالم، وبالتالي ساهمت بشكل واضح في تنمية الموارد البشرية لدى هذه الدول، ولقد كانت حركة التأثير في الغالب باتجاه الدول الأقل قدرة على إحداث تنمية حقيقية، والتي تمتلك مراتب متواضعة على كافة مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث تعاني هذه الدول من أنظمة تعليمية واقتصادية غير منتجة وذات فعالية محدودة، وتأمل شعوب هذه الدول اللحاق بركب الدول المتقدمة والصعود إلى قاطرة التنمية، حيث عمدت هذه الدول إلى تبني نهج الديمقراطية وحقوق الإنسان في مجال التنمية السياسية، و نظام اقتصاد السوق للتطوير اقتصادياتها، وللارتقاء بنظام التعليم ركزت جهودها في مجالات البحث العلمي والابتكار.
ولعل أهم متطلبات الاستجابة لحركة التغيير العالمية والتعاطي السليم مع حركة تنامي آثار العولمة هو تبني نهج الديمقراطية في جميع أنشطة الدولة ومؤسساتها وكذلك معظم مفاصل الحياة اليومية للمواطن، إلى جانب العمل على تغيير ذهنيات الأفراد سعياً إلى تكوين ثقافي ذهني يعزز مبدأ التسامح واحترام الآخر والتعددية والتوازن والحوار بين القوى التي يتكون منها المجتمع.
لذلك حتى يتسنى الاستفادة من حركة العولمة في تنمية الموارد البشرية في الدول العربية يجب في البداية تعزيز الفهم الإيجابي للعولمة، واعتبارها فرصة للتطوير والتقدم، ومن ثم البحث عن آليات تحويل الطاقة المرافقة لحركة العولمة لدفع محركات التنمية للموارد البشرية في العالم العربي.
Rsaaie.mohmed@gmail.com