Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2018

قبل لحظة من الحرب التالية - عيناب شيف

 

يديعوت أحرونوت
 
الغد- في الموسم السابق لبرنامج "بلاد رائعة" التلفزيوني بث شريط قصير تحت عنوان "كابينيت الحرب التالية". التاريخ: آذار 2017، بعد أسبوع من نشر تقرير المراقب عن حملة الجرف الصامد. غزة، كما كان متوقعا، لم تصبح لاس فيغاس في الزمن المنصرم. وفي الاستديو اجتمعت شخوص رئيس الوزراء، وزير الأمن ووزير التعليم للتوفير من التسريبات عن الكابينيت، ولتبادل الضربات بالبث الحي والمباشر أمام الأمة، فمنهم من حذر ومنهم من نبه ومنهم من كان أول من شخص. 
 
في ذروة المقطع، الذي هو أيضا أحد المقاطع الأكثر حد في تاريخ البرنامج، نتنياهو (مريانو ادلمان) يتصل بإسرائيلي اصيل يدعى رامي شمرنتس (واسمه يوفال). "عندك ابن يدعى غيلي او غلعاد؟" يسأله نتنياهو. "نعم، الله يحميه"، يرد الرجل. "إذن هذا هو، بهذا الشأن"، يرد نتنياهو، "أردت أن ابلغك بمواساتي على سقوطه في اليوم الثاني في حملة "قبضة حديدية" التي ستكون في الصيف". فيقول شبرمنتس المذهول ان هذا لا بد انه بالخطأ. "لا، هذا هو الاسم الذي اختاروه للحملة"، يقول نتنياهو ويعرض عليه بدائل. وفجأة يتدخل دافيد بيطان (اودي كاغين) ونتنياهو يقول له: "هذا أب ثاكل". "انا لست أبا ثاكلا"، يعدله شبرمنتس. "حسنا، فمرشح للثكل"، يرضى نتنياهو.
 
ان مشاهدة الشريط اليوم، بعد 15 شهرا، هي تجربة نفسية على شفا السريالية. يكاد يكون كل تفصيل في السيناريو يتجسد. الفارق هو أن ما لم يحصل كيفما اتفق في الصيف السابق ببساطة تأجل على ما يبدو إلى الصيف الحالي. فالتدحرج نحو حرب اخرى، عديمة التفسير الاستراتيجي الحقيقي وبلا غاية ترضي العقل، تحصل وكأن الدولة هي غرض معلق في الهواء ويستسلم لقوة جاذبية الكرة الارضية.
 
لم ينضج النقاش الجماهيري في شيء في مستواه الصبياني. المعارضة شريكة فيه، حين يهين بعض من رؤسائها نتنياهو ولكنهم أنفسهم لا يضعون خطة متماسكة لحل الوضع. الشبكات الاجتماعية والنبرة القاطعة الكامنة في الوسائط الاعلامية تعظم احساس العجالة. ومع ذلك، فالمسؤولية هي قبل كل شيء لدى من طلب وحصل على القوة لاتخاذ القرار. في الفجوة بين ما يقولونه في الداخل وما يبثونه في الخارج يمكن أن نوقف اسطولا من طائرات اف 35. فالخوف من مظهر الانهزامية يولد سلوكا تهكميا على نحو مخيف. لو كان انعدام الاستقامة لدى الحكم في موضوع غزة كان المال، لكانت إسرائيل قدمت النزال الذي قام به جيف بزوس في سبيل المال. 
 
وكلما اقتربت لحظة الحقيقة، فإن على عدد لا يحصى من الإسرائيليين ان يفهموا بان الثمن هو دائرة سوداء تحوم فوق رؤوسهم. حتى لو لم يكن يهمهم على الاطلاق أي مياه تتدفق في الصنابير في غزة وكم ساعة من الكهرباء هناك في اليوم، فهذا لن يمنعهم من أن يكونوا ثكالى مرشحين للحرب القريبة القادمة. يمكنهم أن يكونوا أهالي المقاتلين الذين سيرسلون إلى الجبهة أو المواطنين الذين لم يتمكن احد من اقربائهم الاحتماء من صاروخ أو قذيفة هاون. 
 
فمسار الثكل المرشح ليس بلون واحد. آخرون سيُحشرون في الملاجئ. الاقتصاد سيتضرر أكثر مما من شأن ارهاب الطائرات الورقة والبالونات ان توقعه. في غزة سيعانون اضعاف ذلك، والحكم سيتبجح بـ "الضربة الاشد" التي تلقتها حماس منذ "الضربة الاشد" التي تلقتها في المرة السابقة. ولكن اولئك الذين ستخرب حياتهم لن يستمدوا من ذلك أي رضى.
 
من اين لي؟ إذ باستثناء "بلاد رائعة"، فاني اشاهد التلفزيون كثيرا في السنوات الاخيرة. هذا ما حصل. معظم الامور تتبخر بعد بضع ثوان، ساعات، ايام، ولكن عندما تقرع طبول الحرب بضجيج ما، أتذكر المناجاة الشالة لايلان ساغي في القناة 2 بعد نشر تقرير المراقب، عن أن ابنه ايرز توفي عبثا في الجرف الصامد. قبل تموز – آب 2014 ايلان أيضا كان ثاكلا مرشحا. وعندها لم يكن "مرشحا". كم مثله سيكونون حتى نهاية الصيف؟