Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

تكوين الدولة محاولة للفهم*د. مهند مبيضين

 الدستور-أمس، نظم مركز الرأي للدراسات بالتعاون مع كلية الامير حسين للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية، ندوة مطولة تمتد يومين. بغية تحليل المكون التاريخي والظروف التي خدمت قيام الدولة الاردنية والأسباب التي ادت لصمود الاردن وبقائه، والتحديات التي تواجهه وطبيعة تشكل هويته.

 
المتحدثون بما فهم كاتب المقال كانوا يسعون إلى سقف مرتفع وموضوعي في الصراحة والمعالجة ومغادرة التركيبات التقليدية.
 
الندوة تأتي في ظل الحديث العابر دوما والمشكك بدور الاردن التاريخي في القضايا العربية أو حتى عند الحديث عن تأسيس الدولة فيقال بالكيان الوظيفي والدولة العزلة، علما أن ظروف الولادة للأردن الحديث كانت أفضل وأكثر وضوحا من ولادة غيره من الدول العربية، كونه بلد جاء نتيجة تلاقي تيارين: وطني عروبي وهاشمي نهضوي نذر كل مكانته وشرافته لأجل القضية العربية.
 
لم يبخل الأردنيون على دولتهم أيضا وتماهوا معها ومع خطابها، ومع قيادتهم، وتحملوا تغييبهم من الإدارة في مرحلة التأسيس، لكنهم ما لبثوا ان صوبوا مسار الحكم إلى الداخل ومعركة البناء وتحللوا من قبليتهم لصالح فكرة الدولة الوطنية، التي عانت في بلدان أخرى من الانقلابات والفوضى والاستبداد. 
 
عاش الأردنيون مع غيرهم في معركة مصير واحد، واسهمت تضحياتهم كما قال دولة الدكتور عبدالرؤوف الروابده في صهر كل الهويات بهوية وطنهم الموحدة. كان ذلك حتى العام 1967 والذي لحق به انقسام العرب جميعا بفعل النكسة الجارحة في إصابتها. 
 
لا تقف حدود الاردن اليوم عند مشروع النهضة الذي صاغه الحسين بن علي في معركته لاجل الحرية. لكن الاردن ظل وفيا لقيم النهضة العربية. ولمبادئها وظل الاردن كمثال على الصمود في وجه الاعاصير والتحديات. 
 
المشروع الوطني الأردني اليوم كما اتفق مع عميد كلية الامير حسين للدراسات الدولية ورئيس الندوة
 
 أ.د محمد القطاطشه وصديقنا د. خالد الشقران من مركز دراسات الرأي ينبغي أن يهتم بالحاضر والمستقبل وان يجمد التاريخ العبء وينطلق إلى مسار جديد. فثمة اكثر من أربعة ملايين شاب وطفل في الأردن هم المعنيون بالمستقبل وهم الذين سوف يخوضون حروب البقاء المقبلة. 
 
ليست ندوة مركز الرأي وكلية الأمير الحسين الا بداية في بناء خطاب عقلاني اردني منفتح على كل التيارات والرؤى. لكنها قبل كل شيء يجب أن تنهي صوغ الهوية الوطنية بشكل واضح وان تتحدد معالم المستقبل بدولة القانون والحرية والديمقراطية.