Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2021

قيود كورونا تنغّص روحانية وطقوس رمضان
الراي  - سائدة السيد
للعام الثاني على التوالي تغيب الطقوس والشعائر الدينية والروحانية المرتبطة بشهر رمضان المبارك في ظل استمرار جائحة فيروس «كورونا» المستجد وقيود أقرتها الحكومة خشية انتشار الوباء، وفي حين رأى مواطنون ومتخصصون تحدثوا لـ«الرأي»، ان قرار عدم السماح بصلاة التراويح يعتبر أمرا غير مبرر، إذ لا توجد دراسة علمية تثبت ان المساجد تزيد الإصابات بالفيروس، او انها بؤرة لتفشي الفيروس، وطالبوا بضرورة إعادة النظر بالقرار وإعادتها ضمن ضوابط واجراءات تعزز السلامة العامة، وتقليل وقتها وعدد ركعاتها اسوة بدول كثيرة، لأن تعزيز مناعة الناس الروحانية والنفسية لا تقل أهمية عن الصحية.
 
المواطن زيد الصرايرة قال اننا: ننتظر رمضان كل عام لما فيه من أجواء روحانية وايمانية، ولا أجد حقا مبررا لعد اقامة صلاة التراويح، فالأسواق والمولات واماكن التجمعات قبل الإفطار كفيلة بنشر الوباء أكثر من أي مسجد، مطالبا المسؤولين ان يرجعوا قرارهم.
 
سامر شداد، أكد ان معظم المساجد تطبق اشتراطات السلامة الصحية بكل حزم وصرامة، فهناك تباعد بين المصلين، معتبرا حظر صلاة التراويح تناقض غريب ولا يستوعبه العقل في ظل التجمعات الاخرى التي تحدث قبل الإفطار، فالقرارات يجب ان تكون مدروسة ومقنعة ومراعية لروحانيات هذا الشهر على حد قوله.
 
الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني بين ان المواطنين ينتظرون رمضان وصلاة التراويح من عام لعام، وان حظر صلاة التراويح واغلاق المساجد من ناحية وبائية لن تساعد على تخفيض الإصابات، وقرار منعها لا يستند الى اي دراسة علمية مثبتة تثبت بأن المساجد بؤرة لتفشي الوباء.
 
وأضاف: ان الظواهر التي نشهدها في الأسواق والتجمعات والتجمهرات والاكتظاظ الكبير أسوأ بكثير من ما نشهده بالمساجد، حيث انها منظمة وفيها تباعد بين المواطنين، مؤكدا ضرورة الموازنة ما بين اقامة الصلاة واداء الشعائر الدينية في رمضان ومابين الوقاية من (كورونا). ودعا المعاني الى التركيز على الظواهر الأخرى التي تشهد اكتظاظا اكبر كالأسواق و(المولات) والمناسبات الإجتماعية، واعادة فتح المساجد لأداء التراويح، مع حصرها بركعات اقل ووقت لا يزيد على نصف ساعة، وسط تكثيف الرقابة بالتقيد بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، بالإضا?ة لتحمل المواطن مسؤوليته بالصدق وتحمل المسؤولية.
 
من جهته قال عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب ان اجراءات اغلاق المساجد بشكل عام هي غير مبررة، فلا توجد ارقام صحيحة او احصائيات تدل على انها بؤر لانتشار الفيروس، بل على العكس يوجد فيها التزام وتقيد اكثر من اماكن أخرى في المملكة.
 
ولفت الى ان الروحانيات في رمضان تكون اكبر، والمواطنون ينتظرون الطقوس والشعائر المتعلقة به، مبينا ان الوباء لا يقضى عليه الا بالدواء والدعاء لرفع الوباء، والمساجد فيها جو روحاني يختلف عن المنزل، لذلك يحرص المواطنون على الصلاة فيها سيما بهذا الشهر، حيث ان تعزيز المناعة الروحية والنفسية امرا في غاية الأهمية لمقاومة الفيروس.
 
واقترح الخطيب ان تفتح المساجد في جميع اوقات الصلاة وصلاة التراويح، وعمل اجراءات بديلة تراعي السلامة العامة كتقليل وقت صلاة التراويح وجعلها مشيا على الأقدام، وفي نفس الوقت استمرارية اقامة الصلاة، واغلاق اي مسجد مخالف للتعليمات لمدة معينة، فلا يجوز منع الناس من الروحانيات في رمضان.
 
بدوره اكد استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ان رمضان هو شهر اجتماعي وديني ونفسي وتربوي واقتصادي، والبعد الديني فيه ايضا بعد علاجي، وبالتالي فإنه كان من المفترض على الحكومة اقناع الناس بأسباب «حظر التراويح» في ظل الازدحامات التي تشهدها اماكن كثيرة، اذ لا توجد مثل هذه التجمعات في المساجد.
 
واعتبر ان المساجد فيها ضوابط صحية كبيرة، فهي لا تعتبر بؤرة لنشر الوباء مقارنة مع الأسواق العامة، مشددا على ضرورة اعادة الفرحة لرمضان واعادة النظر في فتحها، فهذا الشهر مهم لتعافي الاقتصاد ايضا، وهو فرصة لكثير من التجار لتحسين خسائرهم المتراكمة في الشهور الماضية، ولذلك يجب تقليل ساعات الحظر اقلها حتى الساعة العاشرة او الحادية عشر.
 
كما طالب الخزاعي بإعادة النظر ببعض الطقوس الظواهر المتعلقة بشهر رمضان والتي تبهج الناس، كمنح تراخيص للمسحرين الذين يعتاشون من وراء هذه المهنة، كما انها تفرح الأطفال والناس ايضا، والسماح بعمل وبقاء موائد الرحمن التي تقام كل عام، وتوزيع الطعام على الفقراء، وذلك وفق ضوابط تضمن السلامة للجميع.