Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2018

مقترح سلام ترمب - نتانياهو...! - د.جورج طريف

 الراي - كنا قد تحدثنا في مقال سابق ان إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وقرار نقل السفارة الأميركية من تل ابيب الى القدس ، قرارات غير مدروسة ومتسرعة وجاءت بهدف ارضاء إسرائيل ، من دون أخذ اي اعتبار لا لقرارات الشرعية الدولية ولا احترام حقوق العرب والمسلمين التاريخية والشرعية في هذه المدينة المقدسة.

ثم بدأ الرئيس ترمب يتخذ خطوات أخرى من جانب واحد تهدف الى تكريس قراره باعلانه أن قضية
القدس لن تطرح في أي مفاوضات سلام مستقبلية،بمعنى أنه يسعى إلى استبعاد البحث في موضوع القدس في أي مفاوضات مقبلة لا بل وأكثر من ذلك فانه هدد ويهدد الفلسطينيين بقطع المساعدات الخاصة بهم واغلاق مكاتب المنظمة في الولايات المتحدة الاميركية اذا رفضوا العودة إلى طاولة المفاوضات.
ولم تقف الامور عند هذا الحد بل أفادت تقارير إعلامية اسرائيلية بأن إسرائيل تطالب البيت الأبيض بإلغاء حق العودة للفلسطينيين أي شطب «حق العودة لملايين الفلسطينيين» من لائحة مسائل الوضع النهائي في عملية السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يعني انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين ايضا لتصبح مسألتا القدس واللاجئين خارج اطار المفاوضات.
هذه القرارات المتلاحقة التي تتخذها واشنطن من جانب واحد من دون اي اعتبارات للمجتمع الدولي والقوانين والاعراف الدولية ليس لها سوى تفسير واحد هو أن واشنطن وتل أبيب تنسقان لفرض واقع جديد يطرح من خلال اقتراح خطة جديدة للسلام من طرف واحد لاتخدم سوى الطرف الاسرائيلي يمكن تسميتها بمقترح سلام ترمب - نتانياهو ، وليس هذا فحسب وانما تحاولان فرضها على الجانب الفلسطيني تحت غطاء خطة سلام تقفز عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتتجاوز كل القرارات الدولية الخاصة بالقدس واللاجئين وغيرها من القضايا وهو أمرلن ينطلي على الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال.
وكأن الدعم اللامتناهي الذي يقدمه ترمب لإسرائيل سيحجب نظر العالم عن مبادىء الحل الأساسية للقضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في الشرق الأوسط والتي تقوم على حل الدولتين اي قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الى جانب اسرائيل ، وأن بقاء هذه القضية من دون حل يعني تهديد الأمن والاستقرار ليس في منطقة الشرق الاوسط وانما في العالم أجمع.
أمام هذه المعطيات يجب الا يبقى العالم ممثلا في الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها واللجنة الرباعية الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي صامتا ، بل لا بد من تحرك فلسطيني عربي اسلامي دولي يواجه المخططات التي تسعى اسرائيل لتحقيقها على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة ، وما من شك في ان خيارات عديدة أمام الفلسطينيين للقيام بها وفي المقدمة منها السعي لاحباط هذه المخططات العدوانية من خلال تكثيف الجهود فلسطينيا وعربيا واسلاميا والعمل على حث المجتمع الدولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
tareefjo@