Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2017

عن أي قدس بصورة محددة يتحدث الأمريكيون

 القدس العربي- بسام البدارين
يبدو السؤال فنيًا الآن بعد القرار الرئاسي الأمريكي خصوصًا في بلد هو بحكم الواقع الجيوسياسي الأقرب لملف القدس مثل الأردن…
 
حسنًا عن أي قدس بصورة محددة يتحدث الأمريكيون؟
 في التفاصيل يتصدر الأردن عمليًا مع السلطة الفلسطينية المواجهة دبلوماسيًا، ويشكو الرئيس محمود عباس خلال تواصله مع عمّان «قلة الحيلة»، ويبحث عن خيارات، وتقدم له نصيحة بالتركيز على الموقف التركي، وتجنب الرهان على الموقف العربي.
 
لكنها نصيحة تكرس الاستنتاج بضعف المعسكر العربي، وندرة هوامش المناورة والمبادرة، لأن ما لمسته عمّان من واشنطن، هو دعوتها للغرق في تفاصيل ما بعد تحوّل قرار ترامب إلى حقيقة وواقع.
 
وفي التفاصيل؛ الاستفسار عن الترسيم الجغرافي للقدس، التي يقصدها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ينطوي على «تسليم بالواقع» حتى أن المخضرم طاهر المصري يرى في الخطوة الأمريكية حلقة في مسلسل «تصفية القضية الفلسطينية».
 
توجد ثلاث نسخ من القدس، وهامش المفاوضات العربي الوحيد المتاح بوضوح هو الغرق في التفاصيل، والتأشير إلى أن القرار الأمريكي ما دام قدرًا

-2-
 
سياسيًا، فليبق في حدود «القدس الغربية» ولتترك «الشرقية»، وليتم تنحية الحرم القدسي، حتى لا تصبح المواجهة أكثر شراسة مع «الواجب الديني الأردني» على الأقل المُقَرِّ به دُوليًا، وبموجب اتفاقية وادي عربة ولاحقًا بموجب وثيقة فلسطينية وقعها الرئيس عبّاس .
 
تلك بكل حالة وصفة التعاطي مع «قلة الحيلة» التي يقترحها الرئيس عباس على شقيقه الأردني، حيث سباق مع الزمن، وحتى اللحظة الأخيرة، على أمل أن يبدل الرئيس ترامب في خياراته وموقفه، ويؤجل ما يصفه الأردن الخطوة العبثية.
 
في الكواليس وصلت عمّان رسائل محدّدة من طاقم ترامب تقول: إن القدس التي سيعتبرها ترامب عاصمة موحدة لإسرائيل هي القدس الغربية، و»تنفيذ القرار» بعد إعلانه سياسيًا سيحتاج إلى مزيد من الوقت، وهو جزء من مشروع متكامل، وأشمل لعملية سلام ستؤدي إلى «حل الصراع».
 
الهدف من القرار حسب الرسائل الأمريكية ذاتها إحراج اليمين الإسرائيلي، والضغط عليه في بقية التفاصيل مع إمكانية أن يقرن ترامب الأمر بخطة شاملة
 
لاستئناف المفاوضات والتراجع عن قراره السابق بتبني خيار «حل الدولتين» مجددًا.

-3-

المضمون الأمريكي ركز كثيرًا على جزئية «تنفيذ القرار سيحتاج إلى مزيد من الوقت» وعلى فكرة؛ إن قرار نقل السفارة ليس صحيحًا أنه سيحسم تمامًا «الوضع النهائي للقدس» وهي ذرائع لا تصدّقها عمّان بكل الأحوال، وترى أنها «لعوبة».
 
سأل سياسي أردني السفير الأمريكي في عمّان مساء الثلاثاء: «عن أي دولتين تتحدثون الآن وأضاف: إذا نقلتم السفارة فعلًا للقدس ستنتجون الانتفاضة الثالثة، ولن يهدأ الشارعان الأردني والفلسطيني على الأقل، وستختلط الأوراق، وسيستثمر نتنياهو في الأمر ويعتبره منجزًا له، وعلى الأرجح ستطيحون ملف «التسوية السياسية» التي لا يمكن تسويقها مهما حاولتم تجميل الموقف».
 
بمعنى سياسي مختلف يريد طاقم ترامب من الدول الحليفة مثل الأردن تمرير قرار نقل السفارة من دون ضجيج والتفاوض على مسألتين: الأولى هي «السقف الزمني لتنفيذ القرار. والثانية هي ترسيم حدود القدس التي ستصبح بالتقليد الأمريكي عاصمة إسرائيل بموجب اعتراف أمريكي رئاسي.
 
وقال الأمريكيون أيضاً إن ترامب سيستخدم مطرقته لفرض «عملية السلام» بمجرد إعلان نقل السفارة.
 
لاحظت عمّان وهي تستعد لتوفير حوار معمّق على هامش زيارة الملك عبدالله الثاني لتركيا أن الجانب الأمريكي لا يتحدث إطلاقًا عن قرارات الشرعية

-4-
 
الدُّولية، ولا يصدق أن قرار نقل السفارة يعني قمع أي أمل لـ»تسوية سياسية» من أي نوع، والعودة إلى تجذير الصراع بالتوازي مع إعاقة أية محاولة للتطبيع والترتيب الإقليمي.
 
هذا حصريًا ما قاله عضو البرلمان الأردني المخضرم خليل عطية، في نقاش مع «القدس العربي» حيث يقفز ترامب بالحقيقة مجددا وهي عدم وجود عملية سلام والصراع على مستوى الوجود والمواجهة ليس فقط مع الشعب الفلسطيني بل مع الأمتين العربية والإسلامية.
 
من الناحية اللوجستية؛ قرار نقل السفارة الأمريكية كان اصلاً قد اتُّخذ على الأرض، فمخططات المقر الذي سيقيمه الأمريكيون في القدس سفارة لهم موجودة في مقر القنصلية الأمريكية في القدس، وفي مقر السفارة الأمريكية في عمّان، حيث سيقام مجمع كامل في عمق القدس الغربية وحيث اشتريت الأرض قبلاً، وفعلاً، ويوجد فريق هندسي من الخارجية الأمريكية انتهى من التصاميم.
 
تلك تفصيلات يعيد الأمريكيون التذكير بها، ويسقطها المعترضون العرب أصلاً فيما يتنامى شعور الأردن بأن النظام الرسمي العربي ترك المملكة «وحيدة» تمامًا في مضمار التصدي لمشروع نقل السفارة، حيث لا تحركات ثقيلة لا من مصر السيسي ولا من السعودية أو الإمارات، وحيث الموقف التركي هو الأثقل حتى الآن.