Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Apr-2019

أنماط مستحدثة من الجريمة والانحراف*د. فيصل غرايبة

 الراي-يفاجأ مجتمعنا المعاصر الأردني منه والعربي بممارسات جرمية وانحرافية، ذات نمط جديد مستحدث وذات كيفية مبتكرة مستغربة، يقع بعضها في خانة اللصوصية او النصب والاحتيال ويأخذ البعض الآخر حيز الغش والابتزاز أو الادعاء. فكثيرا ما يقوم شاب يقود سيارته ويغافل آخر يسوق بمحاذاته بهدوء والتزام، ويلصق سيارته بسيارة الآخر، محدثا خدشا بسيطا بمركبته ذاتها وطالبا من الآخر تعويضا عنها، يبالغ بقيمته ناصحا المتورط ان يدفع المبلغ حتى لا يهدر الوقت والمال اذا ما استدعى شرطة المرور للتحقيق على نحو أصولي. غير ذلك الشاب الذي يخاطر راميا بنفسه امام سيارة مارة بالطريق، لكي يستحق من الذي يقودها مبلغا يبالغ في تقديره، ويقبل الآخر ان يدفعه حتى لا يتحمل مسؤولية أكبر ويتكلف مالاً اكثر اذا ما نقله الى مستشفى او انتظر دورية التحقيق المروري. وكأن يتوقف شخص بسيارته ويعرض على احد المنتظرين على قارعة الطريق، ويعمد لابتزازه بالمال بعد ركوبه معه، ولم يعد بامكانه ان يقفز من السيارة وهي مسرعة.

 
بينما تنطوي حوادث على الاحتيال في اقناع احد المارة بشراء عملة تكون مزورة وبسعر يقل عما في محال الصرافة، أو قيام آخر ببيع ساعات مقلدة ورخيصةالتكاليف على اعتبار أنها ساعات ثمينة ومشهورة، وانه يبيعها تبعا للحاجة المادية. هذا عدا عن حوادث المداهمات-الليلية خاصة–للصيدليات ومحطات الوقود او الدكاكين بشوارع خالية من المارة،واستخدام اسلوب الإلهاء او المباغتة في السطو على مثل تلك المحال. وغير ذلك مما نسمع عن قيام قائد مجموعة بنشر متسولين في شوارع عديد من المدينة في صباح اليوم والعودة لجمعهم في المساء، واخذ الغلة مما جنوه من تسول مقابل اعطائهم نسبة من الأموال، وربما يكون هؤلاء من أبناء وبنات ذلك الذي قام بتكليفهم بهذه المهمة، وكثيرا ما يتبين بانه قد اجبرهم للانقطاع عن المدرسة للقيام بالتسول على النحو المرسوم.
 
وفي العديد من الايام تحمل الينا الصحف او المواقع الالكترونية انباء عن قتل ابن لأمه أو أبيه، أو عن حمل بنت قاصرة سفاحا نتيجة الاعتداء الجنسي المتكرر من ابيها، أو حتى اعتداء الابن جنسياً على امه بعد تخديرها سرا، وكثيرا ما تنقل الأنباء عن حوادث العثور على اطفال حديثي الولادة وقد القوا امام مستشفى او امام مسجد او حتى في حاوية قمامة، تحت شبهة محاولة التخلص من اللقطاء. هذا عدا عن الاعتداءات الجنسية على الصغار أو اجبار الزوجة أو الابنة على الدعارة جلبا للمال الى الأب أو الزوج. أو انباء عن العثور على شخص مشنوقا في احدى العمارات قيد الانشاء، أو الانتحار باطلاق النار او بالاختناق بالغاز داخل بيت ذويه.
 
تلك التصرفات وامثالها لا يمكن لها ان تتم وان ينجح مرتكبوها في مسعاهم الاحتيالي من خلالها وفي جني المال باحدى هذه الطرق الملتوية وغير المشروعة أو في ارتكاب جرائم او اساءات، الا في غفلة عن المستهدفين منها وفي حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث مما يسهل على هؤلاء المعتدين اقتراف افعالهم المحرمة وغير المشروعة والمسيئة للأسرة والمجتمع والثقافة الوطنية بشكل عام، وهي تتطلب المزيد من الحرص والانتباه.