Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Oct-2019

هل يعيد التدخل التركي سوريا إلى الجامعة العربية؟*مأمون العمري

 الراي-اختلطت الأوراق في الإقليم الملتهب في ساحة الصراع السوري الذي يدخل عامه الثامن، ساحة صراع دولي مختلط الأهداف، ومتقلب المواقف، وكأن الجميع استطاب لحم سوريا ويريد أن يدخل إلى بازار التذوق المفتوح من دول كبرى وكيانات وتنظيمات مجهولة النسب، وعلى جميع الجبهات السورية استطاعت إحداث التغييرات الديموغرافية وتوزيع مناطق النفوذ فيه، فالعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تعيد العبث من جديد في وحدة الأراضي السورية، ومسعى جديد لاستقطاع نفوذ على أراضيها يضاف إلى الاقطاعات الأميركية، والروسية والإيرانية في سوريا الذبيحة على مسلخ الصراعات الدولية والإقليمية والداخلية.

 
التطورات الدراماتيكية في التدخل العسكري التركي في الشمال الشرقي من الأراضي السورية حملت حملات إدانة ومواقف متباينة عالميا وعربيا على حد سواء، لكن اللافت يرتسم في الموقف العربي الذي دعا إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب السبت في القاهرة لاستغلال الفرصة في مواجهة تركيا - أردوغان، وتوجيه لكمة عربية موحدة له، قد تتجاوز الإدانة إلى إعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية وإعادة إشغال مقعدها الشاغر منذ سنوات خصوصا أن هناك توافقا في المحور الخليجي – المصري على ذلك خصوصا أن العديد من الدول أعادت فتح سفاراتها في دمشق بالاشهر الماضية، وربما تتبلور الأمور أكثر في زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية يوم الاثنين المقبل، الذي قد يدخل على خط الوساطة بدعوة سوريا الى القمة العربية في آذار المقبل.
 
العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تبدو مفتاح الحل، ومسوغا ومبررا للدول العربية في تقريب موعد العودة والتصريحات العربية العديدة على أهمية سوريا، ووحدة وسلامة أراضيها تؤشر على ذلك، وهناك تخوفات عربية وعالمية أن عودة الأزمة السورية إلى مربعاتها الأولى وإفرازاتها في تصدير الإرهاب واللاجئين في كل اتجاهات المنطقة، فالهزات الارتدادية قد تكون أعنف وأقوى من العملية العسكرية، وقد صرح أردوغان باستخدام ورقة اللاجئين السوريين وإغراق أوروبا بهم، وهي ورقة مرعبة ليست لأوروبا فحسب بل والإقليم أيضا، ولا تقل رعبا عن امتداد التنظيمات الإرهابية وانتشارها في كل الجهات.
 
إذن السيناريوهات وبحسب كل المؤشرات مفتوحة في قادم الأيام، والتخوفات يمكن اجمالها في التغييرات الديمغرافية في سوريا بإخراج الأكراد من مناطقهم وإحلال اللاجئين السوريين في تركيا مكانهم ضمن عملية غصن السلام، خروج التنظيمات الإرهابية وعودة نشاطها داخليا وخارجيا، توسع النفوذ التركي في المنطقة، وتوسع الاقتسام العالمي للأراضي السورية.