Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2017

خيار الهجرة موجود دائما - روغل الفر

 

هآرتس
 
الغد- خلافا لوجهة نظر البروفيسور شلومو أفينري والتي تقول إن هناك في الحياة الاجتماعية في اطار الدولة يوجد بعد للتضامن (هآرتس، 29/9) – المواطنة هي بالتأكيد مشاركة في شركة تجارية، وتشهد على ذلك حقيقة أن المواطنين الإسرائيليين يستطيعون أن يقرروا أن الحياة في إسرائيل لا تناسبهم وأن يبحثوا عن حظهم في دولة اخرى. عندما تكون الصفقة التي تعرضها عليهم إسرائيل لا تلبي طموحاتهم، فباستطاعتهم أن يحاولوا أن يجدوا لأنفسهم صفقة اخرى في مكان آخر.
كل الايديولوجيا التي تم اعدادها لسلب هذه الحرية منهم، وربطهم بالمجتمع الإسرائيلي، أيضا عندما لا يكون الانتماء اليها يناسبهم، هي بلطجة بغطاء تضامن أو وطنية. ايديولوجيا كل هدفها استعداد الفرد من قبل طائفة معينة. الانسان ليس ايثاري. فهو يعمل ما يروق له، ما يخدم مصالحه. تحت كل القيم العادلة التي يغطون انفسهم بها، فإن كل البشر يريدون الشعور بأنهم هامون ومعتبرون وأن يزيدوا بقدر استطاعتهم نصيبهم من الكعكة، وأن يحظوا بالقدر الاكبر من رأس المال المادي أو الرمزي، وان يصعدوا إلى مكان أعلى بقدر الامكان وأن يعيشوا بشكل جيد حسب رؤيتهم. الإنسان هو مصلحة. الإنسان يكون متضامنا فقط طالما أن هذا يناسبه، وأيضا الوطني الاعظم، الذي يبدو أنه يضحي بحياته من اجل الوطن، يخدم قبل كل شيء مصالحه، ويعمل ما يناسبه – سواء كان طيارا أو رائدا في قيادة الجيش. الإسرائيليون الذين يتسربون من المجتمع الإسرائيلي ليسوا أناس أقل جودة من الذين يبقون فيه.
لا ضرورة لاستقاء الهوية من الانتماء الوطني. القومية هي فقط خيار شخصية واحد، اليهودي يمكنه الترعرع في إسرائيل والشعور براحة أكثر بعد بلوغه في لندن أو هلسنكي أو نيودلهي أو مالبورن. الدولة هي مصلحة تجارية، يدفعون لها الضرائب ويحصلون منها على الخدمات. اذا كانت الضرائب عالية جدا وتصعب الحياة، في حين أن الخدمات لم تكن جيدة بالقدر الكافي، فإن هذا يعني أنها تطرح صفقة غير جيدة. لا شك أن الإسرائيلي الملحد والذي يعارض الاحتلال، والذي يرى أن أموال الضرائب التي يدفعها تمول المستوطنات والمدارس الدينية، يحصل على صفقة غير جيدة. والخدمات التعليمية التي يحصل عليها والمشبعة بالتدين هي صفقة غير جيدة. وهذا ليس ما يريده لأبنائه. اهداف إسرائيل – استمرار الاحتلال والاستيطان وتعميق الهوية اليهودية والدينية على حساب الديمقراطية – ليست اهدافه.
اذا كان شخص كهذا يعتقد أنه ليس لديه خيار لأن يغير بصورة جذرية الطريق التي يسير بها المجتمع الإسرائيلي، وهو يفضل طريق المجتمع الالماني أو الكندي، فإنه لا يسري علي أي واجب للشعور بالتضامن مع المجتمع الإسرائيلي. فإن من حقه التنصل من المسؤولية عن اعماله، التي هي اجرامية حسب رأيه، وأن يحاول الانفصال عنه والتحول إلى شريك في مجتمع آخر يفضل أعماله. هذا جيد تماما. هناك من هو فاقد الأمل من الأشخاص غير المستعدين لاتخاذ قرار جدي لتقليص الاضرار التي تصيبهم ويتمسكون كشهداء بالمجتمع الذي يعارض مصالحهم حتى نهايتهم البائسة.
من الواضح أنه في المجتمع الإسرائيلي يستمر وجود غيتو حيوي لطائفة قيمها هي قيم عالمية وليبرالية. هذا غيتو قوي. نوع على هيئة جيب من المعارضة للمجتمع الإسرائيلي الذي تحول اكثر فأكثر إلى ديني وقومي. المواطن الإسرائيلي يمكنه العيش في غيتو كهذا دون الشعور بالتضامن مع المستوطنين والحريديم والمصوتين للبيت اليهودي، نتنياهو وليبرمان، لكن على هذا الغيتو تستخدم ضغوط تحاول اسكاته. من حق الشخص أن يقرر أنه لا يرغب في تكريس حياته للنضال ضد الجمهورية اليهودية المسيحانية التي تحيط بالغيتو. إن خيار المغادرة هو دائما خيار شرعي