Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jun-2017

وتواصل الجامعة الأردنية رحلة التقدم - د. محمد القضاة
 
الراي - حققت الجامعة الاردنية تقدما واضحا في التصنيف العالمي QS ، وكم كنت سعيدا لهذا التقدم الذي يُعد من التصنيفات السنوية لافضل 800 جامعة في العالم وتتبناه شركة (Quacquarelli Symonds) المختصة بالتعليم، ويعتمد هذا التصنيف معايير مهمة تتضمن السمعة الأكاديمية للجامعة والسمعة التوظيفية للخريجين، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلبة، ونسبة الطلبة الأجانب لعدد طلبة الجامعة، ونسبة البحوث العلمية المنشورة في مجلات عالمية، وغيرها من المعايير الاكاديمية المهمة في تصنيف الجامعات، ويعد هذا التصنيف من أفضل ثلاثة تصنيفات جامعية على مستوى العالم من حيث الأهمية والتأثير، جنباً إلى جنب مع تصنيف التايمز للجامعات العالمية، وتصنيف شنغهاي.
 
وما يهمنا في تصنيف هذا العام الذي صدر الخميس الماضي تقدم الجامعة الاردنية وحصولها على المرتبة الاولى، حيث حافظت الاردنية في تصنيف هذا العام على موقعها عالميا؛ ويمكن القول ان الجامعة قد قدمت أرقامها بدقة متناهية وبشفافية عالية ومسؤولية أكاديمية وبها تثبت للقاصي والداني ان الارقام هي التي تتحدث وليست الارقام غير الحقيقية التي تضعها بعض الجامعات في غير مواقعها، وجاءت في فئة أفضل 551-600 جامعة على مستوى العالم في التصنيف ، لتكون بذلك وحسب QS ضمن أفضل 2% من الجامعات في العالم، وجاءت «الأردنية» ضمن أفضل 400 جامعة على مستوى العالم من حيث السمعة الأكاديمية ومن حيث جودة الخريجين. فمن حيث السمعة الأكاديمية جاءت الأردنية في المرتبة 390 على مستوى العالم ومن أفضل 300 جامعة من حيث جودة وكفاءة الخريجين؛ إذ جاءت في المرتبة 267 عالميا، وأشار تقريرQS إلى تحسن كبير وواضح في جودة البحوث العلمية المنشورة للجامعة في مجلات عالمية ذات سمعة مرموقة ودليل ذلك زيادة عدد الاستشهادات التي نالتها البحوث المنشورة، حيث زاد عدد البحوث العلمية للجامعة الأردنية المنشورة في الفترة 2011-2015 في قاعدة بيانات المجلات العالمية Scopus بنسبة 4.1% مقارنة مع الفترة 2010-2014 وزادت عدد الاستشهادات لكل عضو هيئة تدريس في الفترة2010 -2016 بنسبة 56% مقارنة مع الفترة 2010-2014. وجاءت الجامعة الأردنية في المرتبة الأولى في معايير التصنيف التالية: السمعة الأكاديمية، والسمعة التوظيفية لخريجيها، والاستشهادات للبحوث لكل عضو هيئة تدريس، وعدد أعضاء هيئة التدريس الأجانب.
 
بعد هذا الإنجاز لا يجوز ان تتوقف مسيرة التقدم؛ وانما يجب ان تتواصل بالهمة نفسها التي تقوم بها الجامعة ممثلة بالمعادلة الاكاديمية؛ الاساتذة والطلبة والبحث العلمي، وهي منظومة واحدة يجب ان تمضيَ بنهج سليم وبدعم من رئاسة الجامعة كي تستمر في خططها واستراتيجياتها ودورها في رفد تلك المعادلة بالدعم والتحفيز والمبادرة والتغيير الإيجابي الذي يتجاوز العثرات والآراء التي تقرأ الارقام بالمقلوب؛ لان البناء والتميّز والجودة تحتاج سياسة مختلفة تقلب السكون وتتجاوز الروتين وتضع الإبداع في قمة الاولويات، ولذلك، لا بد ان يقوم الجميع بواجباتهم الاكاديمية طلبة واساتذة وفق المعايير الاكاديمية العالية، وهنا مطلوب من الاساتذة الاستمرار في جهودهم العلمية والبحثية والتدريسية على ان تقوم الجامعة بزيادة مكتسباتهم وحوافزهم المعنوية والمادية وبأسلوب يليق بطرفي المعادلة، وهذا يتطلب اعادة النظر في الادارات الاكاديمية على مستوى العمداء ورؤساء الأقسام ومدراء الوحدات والمراكز؛ خاصة غير القادرين على قيادة كلياتهم وأقسامهم على مستوى الجامعة، واظن ان مبدأ الحفاظ على سنتين كعمر اداري للعميد او رئيس القسم يجب تجاوزه لمصلحة العمل والجامعة وأعضاء هيئات التدريس المحبطين من ضعف بعض العمداء ورؤساء الأقسام، ممن لا ينتبهون للإشارات الكثيرة التي ترسلها رئاسة الجامعة لهم بين حين وأخر كي يكونوا اكثر حركة وديناميكية وعطاء وانموذجا في العمل الاكاديمي؛ إذ ليس مهما ان تحافظ على وجودك في المكتب او توقع البريد او ان تعرقل مصالح هيئات التدريس او ان تحافظ على ميزانية كليتك وتعيدها كما استلمتها كي يقال عنك أمينا ونظيفا وانت تعرف أن كليتك تحتاج كل التجديد والصيانة وبث الحياة في قاعاتها ومدرجاتها، ولذلك، مِن حق رئيس الجامعة ان يجري التغيير المناسب لأي ادارة لا تقوم بواجباتها ولا تستطيع ان تتكيف مع محيطها، ويتسائل الاساتذة في كلياتهم واقسامهم عن الايام العلمية التي رحلت إلى الغياب... وهل يعقل ان ينتهي العام الدراسي في هذه الكليات ، ولا يقرأون عن ندوة علمية او يوم علمي او ورشة علمية او مؤتمر علمي يقلب موازين تلك الكليات علميا وفكريا واجتماعيا؟ وبعد، من حق ادارة الجامعة ان تشعر بالفرح لهذا التقدم، ومن حقها ان تطالب أعضاء هيئة التدريس بالمزيد من العطاء والابداع وهم معها في هذا الفرح، ومن حقهم ان يشعروا ان من يقودهم في أقسامهم وكلياتهم ومراكزهم يتقدمونهم في العطاء والانجاز والمبادرة والإيثار والابداع؛ لان المسؤول الناجح لا ينتظر احدا كي يقال له: انجزت وأبدعت؛ وانما يتحرك من ذاته لبناء منظومة تجمع الجميع وتأخذ الجامعة إلى التقدم المأمول، وفي الختام إن كان من تحية فهي لاساتذة الجامعة ؛ البناة من المتقاعدين والعاملين الذين يعملون بصمت وعيونهم ترنو المزيد والابداع كي تبقى جامعتهم في الطليعة، ولكل من يسعى ويعمل ليل نهار في سبيل رفعة الجامعة وتقدمها.
 
mohamadq2002@yahoo.com